عيدكم مبارك وكل عام وأنتم بخير، وأسأل الله العلي القدير أن يتقبل منا جميعا الصيام والقيام وسائر الطاعات، وأن يمن علينا بجوده وكرمه بالمغفرة والقبول والعتق من النيران. أكتب مقالي هذا ولأول مرة خلال عمري في الكتابة والذي شارف على عقد من الزمان، أن أكتب في موضوعين مكررين في أسبوعين متتاليين، والسبب أن تسارع الأحداث يحتم على كل قلم مؤتمن مسؤول أن يطرح ما في جعبته وأحسب قلمي كذلك ولا أزكيه على الله. الاسبوع الماضي كتبت مقالا عنونته ب«صنيعة» تساءلت فيه عما يدور في أفكار الناس في كل مكان عن المنظومة الارهابية داعش وأساسها ومن يقف وراءها، وما حدث خلال الايام القليلة الماضية أظهر للعيان أن كل شيء أصبح جليا واضحا وضوح الشمس في كبد السماء منتصف الظهيرة في يوم صاف مشمس تخلو سماؤه من اي سحب. مع بداية اجرام هذا التنظيم التمس البعض نوعا من العذر ووقفوا موقف الحياد في الحكم عليه وعلى أفراده بأنهم أدوات ووسائل ومغرر بهم وهم فرق مختلفة ليسوا سواء، مع ان العنف مهما كان فلا مبرر له فما بالنا ان كان قتلا وتفجيرا وتدميرا وتشريدا. إلا أنه حينما يختارون من الناس الأقارب ليسفكوا دماءهم ومن الاماكن المساجد بيوت الله ودور العبادة ليفجروا فيها، فهنا لا للحياد. حينما يختارون من الناس الوالدين ليقتلوهم ويختارون من المدن طيبة الطيبة ليفجروا فيها ومن المساجد ثاني أقدسها مسجد أشرف الخلق حبيبنا وقدوتنا ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم، فإنني لا أقول لا للحياد بل يجب أن ينعدم الحياد، فالوضع أصبح حقا صريحا واضحا جليا لكفر بواح فيه عداوة لله وللإسلام والمسلمين مصيره جهنم بإذن الله. هذا التنظيم غير أنه إجرامي دموي إلا أنه غبي ساذج فوق ذلك، إنه بذلك أخرس وألجم كل المتواطئين معه والمدافعين عنه إلا من تأصل فيهم الإجرام كدولة الملالي واليهود الغاصبين الذين سلموا من أي تفجير أو عمل إرهابي، لأنهم أكبر داعم وممول له، وإلا كيف بتنظيم مجرم يحتل حقول النفط ويتحكم فيها في شمال العراق الا بغطاء من دولة الفرس المجرمة، كيف لتنظيم عتاده أكثر من اثني عشر ألف قطعة وآلية عسكرية من سيارات وناقلات ومدرعات يتجول بين دولتي العراق وسوريا بكل أريحية وكأنه يتجول في أحد معسكراته، قلتها وأكررها هؤلاء المجرمون يريدون كل سوء بنا هم ومن خلفهم فلا المناهج هي السبب ولا حلقات تحفيظ القرآن، بل فرس ويهود يريدون الخلاص منا. لكل المحايدين والمتسببين، سقطت أقنعتكم وإن استمررتم على نهجكم فأنتم شركاء مع هؤلاء المجرمين العابثين في دين الله ومسجد رسوله وأطهر بقاعه وأناس أمر الله سبحانه وتعالى ببرهم والإحسان إليهم حتى وإن لم يكونوا مسلمين..