ظهر مقطع فيديو قبل أيام لحارس مدرسة يقوم بمساعدة طالبات مدرسته الصغيرات على عبور الشارع بكل حب وتميز واقتدار، وقد كتب معالي وزير التعليم الدكتور عزام الدخيل بعد انتشار المقطع تغريدة على موقع التواصل «تويتر» جاء فيها: حارس المدرسة 373 بالرياض الذي شد أنظارنا برعايته الأبوية، أكّد أن التعليم _تميز وسيتم تكريمه بحفل جائزة التميز. وتبع هذه التغريدة الوزارية التي تبين تفاعل المسؤول ومتابعته لما يطرح، تفاعل كبير من المجتمع تمثّل في مجموعة من التبرعات (شملت حتى الذبائح) تقدم بها نخبة من رجال الأعمال ومحبي إنجازات هذا الوطن. هذا الخبر سعيد ومشرّف، وخيرٌ على خير، وفيه تحفيز للعاملين وإدخال سرور ليس على قلب رجل مُنجِز يستحق، بل على قلب وطن بأكمله يبحث عن الإنجاز ويقدّره، خصوصاً أننا أُبتلينا بزمن أصبح فيه الصوت الأعلى لناشري الاحباط ومسيئي الظن بكل مُنجِز ومُنجَز (الأولى بكسر الجيم والثانية بفتحها)، ولكن ما ينغص هذا التكريم وهذه الحفاوة قليلاً سؤال يطرح نفسه مع كل تكريم مبني على صورة أو مقطع فيديو: وماذا عمن لم يجد من يصوّره؟ هناك في الميدان حراس مدارس متميزون ويستحقون التقدير ولكن لم يجدوا من يصورهم فهل يُتركون بلا تكريم ولا تقدير لأنهم لم يجدوا من يقدّر الإنجاز فيفرح به وبالتالي يوثقه؟ ولذلك أقترح حتى يكون تكريم العاملين مؤسسياً وعادلاً أن يكون من ضمن جائزة التميز، جائزة للمتميزين في الوظائف الإدارية (ومنهم حرَّاس المدارس والمستخدمون والمستخدمات) توضع لها معايير ويرشّح عليها من قبل رؤساء الأقسام ومديري ومديرات المدارس، فالاداريون هم جناح وزارة التعليم الآخر، ولن يحلق الطائر إلا بجناحيه. كما أتمنى من كل مدير مدرسة ومديرة (وخصوصاً المديرات) أن يعتنوا بهذه الفئة العزيزة فدورها كبير وحاجتهم ماسة، وفوق ذلك يحصل إهمال كبير بحقهم. كما أتمنى ألا يقول قائل عند المطالبة بتكريم عامل في القطاع الحكومي: هذا واجبه! فمن يقوم بواجبه هذا الوقت له فضل علينا ويستحق الشكر والتقدير والدعاء.