هل بمقدور أحد أن يتجاوز هذه المناسبة العظيمة، دون أن يسجل جل اهتمامه وإعجابه بهذا التاريخ وهذا الحاضر؟ وفي كل عام تجدنا نقف على قمة جبل العز والافتخار، نجول ببصرنا في أرجاء هذا الوطن لنستنشق هواء الكرامة، من وطن يصدر السلام والمحبة للعالم، وفي يومنا الوطني نجدد بيعة له في أعناقنا. تطل علينا هذه المناسبة العزيزة على قلوبنا كعادتها وهي تحمل الفرح والسعادة، وفي طياتها الحمد والثناء لله -سبحانه وتعالى- بأن منَّ علينا بهذا الوطن الآمن المطمئن، وهو في عز وشموخ، مناسبة لا بد أن نقف أمامها مطولاً لنتدارس بُعدها التاريخي والحالي والمستقبلي، فنحن أمام يوم وطني لا يشبه الأيام، وفي وطن لا يشبه الأوطان. إن النهضة الحضارية المتسارعة التي شهدتها المملكة في ظل حكومتنا الرشيدة، من عهد المؤسس -المغفور له بإذن الله- الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه-، مروراً بأبنائه الملوك البررة الذين ساهموا بشكل كبير في بناء دولة قوية رسخت مكانتها على خارطة العالم، وصولاً إلى العهد الميمون لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله ورعاه-. إننا حين نحتفل بهذا اليوم وفي كل عام، نظهر للعالم كيف نحب وطننا بصدق، لأنه يستحق أكبر وأكثر من الحب والولاء، فهو وطن احتضن الإسلام والسلام، وقبلة للعالم بأسره، فيا وطني عش شامخاً فأنت عز الأوطان، ولا يشاركك في ذلك وطن آخر. وسيرى العالم بعينيه التطور والازدهار والرعاية التي أولتها المملكة في الحرمين الشريفين، خلال أداء الحجاج لمناسكهم في هذه البقعة المباركة، وحتماً سيندهش الكثيرون مما وصلت إليه بلادنا الغالية من تطور جعلها واحدة من أعرق البلدان وأكثرها تأثيراً، إلى جانب قدرتها الهائلة في تسيير الحج بحكمة وتفان وخبرة يحاول الكثيرون دراستها؛ لمعرفة أبجديتها التي أدهشت العالم، من خلال تسيير الجموع وإدارتها. رعاك الله يا وطني في يومك المجيد، وحفظ الله قائدك خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين وولي ولي العهد والحكومة الرشيدة، وشعبك الكريم المؤمن الشاكر لنعماء الله سبحانه وتعالى. * المدير الإقليمي التنفيذي للشؤون الصحية في وزارة الحرس الوطني بالقطاع الشرقي