من زار جنوب المملكة أحبها وأحب أهلها وعشق جوها وهو يمر بين الغيوم يتنقل من مدينة إلى أُخرى بين مدن يسكنها القليل من أهلها خاصة كبار السن فهي مازالت تحتفظ بالطبيعة البكر، وبسحر المكان وروعته، حيث يصافح السحاب وجوه أهلها وزوارها على طرقات ملتوية تشق طريقها فوق قمم الجبال، وبين السهول لكن وزارة النقل نست أو تناست جنوب المملكة من منطقة جيزان مروراً بمنطقة عسير ووصولاً إلى منطقة نجران من مشاريع الخطوط الحديدية، حيث وضعت تلك المشاريع على استحياء في خططها المستقبلية. بعض المؤسسات والوزارات تصحو متأخرة، والجنوب بحاجة إلى قطار، فليس هناك نقل عام رغم الكثافة السكانية ورغم أن الجنوب وجهة مُحببة للسياح والمصطافين والزوار من أهلها الذين يعملون في مناطق المملكة المختلفة أو من الزوار الذين يبحثون عن السياحة والأجواء اللندنية، فإنه لا مناص من ضرورة ربط وسط المملكة بجنوبها عبر سكة الحديد "قطارات" بمواصفات عالمية وأن تنتبه وزارة النقل إلى أن جنوب المملكة جزء غال من مكونات هذا الوطن الغالي ولا يمكن أن يتطور جنوب المملكة إلا بدعمه بمشاريع تنموية، ومنها الطرق والسكك الحديدية. لقد فقدنا الثقة في الخطوط الحديدية منذ فترة فالخدمات مازالت تحتاج الى الكثير ، نعلم أن تضاريس جنوب المملكة تحتاج إلى ميزانية ضخمة فقد أبرمت المؤسسة العامة للخطوط الحديدية قبل أكثر من عامين عقداً مع إحدى الشركات الهندسية الاستشارية لإجراء دراسة جدوى إنشاء خطوط حديدية في المنطقة الجنوبية، وشملت الدراسة أعداد المسافرين وأحجام النقل المتوقعة على هذه الخطوط وكذلك التكاليف التقديرية. وقد قام الاستشاري - حسبما ذكرته المؤسسة على موقعها على الانترنت - بإنهاء المرحلة الأولى من الدراسة التي اشتملت على اقتراح عدة بدائل لمسار الخطوط موضوع الدراسة مع الأخذ في الاعتبار المعايير التصميمية اللازمة لهذه الخطوط والميول والمنحنيات التي يجب عدم تجاوزها عند تنفيذ المشروع، وهذان الخطان هما: خط الطائف - خميس مشيط - أبها، ويربط هذا الخط مدينة الطائف بالجسر البري من جهة ومدينة خميس مشيطوأبها من جهة أخرى، ويبلغ طول هذا الخط 76 كم ، وخط جدة - جازان، ويربط منطقة جازان بمدينة جدة بطول 66 كم. أعتقد أنه قد آن الأوان لتكوين هيئة عليا في كل منطقة من مناطق الجنوب تهدف إلى التطوير الشامل في المجالات (العمرانية، والاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، وإدارة البيئة وحمايتها وتوفير احتياجات المنطقة من المرافق العامة والخدمات ). كما أرجو أن يصل صوت أهل الجنوب إلى وزارة النقل وينتبهوا لجنوب المملكة التي تتمتع وتتميز بما لا يتميز به غيرها من ثروة سياحية وزراعية وبحرية وبترولية ومعدنية وما يتميز به رجال الجنوب من حب وولاء لولاة أمرهم مع قلة الاهتمام بهم من قبل الوزارة الخدمية. لذلك فهم يتطلعون إلى الالتفاتة لهم كتكريم لهؤلاء المواطنين ومعاملتهم كغيرهم من المناطق في هذا الوطن الكبير بإنشاء سكك حديدية وطرق واسعة حقناً للدماء التي تتناثر كل ساعة على تلك الطرق السيئة!.