أحدثكم عبر هذه الأسطر والعبارات حديث الحزين الباكي، والجريح الدامي، حديث من ألهبت مشاعره، وتأججت عواطفه، وثارت حميته دفاعا عن شريعة الإسلام، فها نحن نرى محارم الله تنتهك جهاراً على مرأى من الناس عبر شاشة بعض الفضائيات في أفضل وفي أعظم الليالي والشهور شهر رمضان من خلال ذلك المسلسل الخليجي المسمى ب (دنيا القوي) لا والله بل إنها دنيا الذل والخزي والعار والهوان، فقد كان هذا المسلسل مروجا لإشاعة الفاحشة، والإغراء بالجريمة، وهدر الشرف، والتشجيع على السفور والاختلاط والسعي بالفساد في الأرض. هذا وإن ذلك كله مما يترتب عليه خلخلة في العقيدة وتحطيم للأخلاق وهدم القيم والمثل. ومن المعلوم لدى الجميع أن العقيدة والأخلاق هما أساس البناء الاجتماعي في الإسلام فإذا زال الأساس فكيف يقوم البناء ؟! فإنما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن هموا ذهبت أخلاقهم ذهبوا مع العلم بأنني لم أر هذا المسلسل ولله الحمد، أسأل الله الثبات وأحمده على العافية، ولكنني قد سمعت على ألسنة الكثير من الناس عبارات الإنكار والرفض الشديد لما عرض في هذا المسلسل رغم أنهم من محبي التلفاز ومتابعي المسلسلات، وما أرى ذلك إلا لأن الفطرة السليمة والأخلاق السوية قد مقتت هذه الأفعال المشينة والتصرفات الذميمة المنحلة. وان هذه المشاهد وأمثالها ينبغي للمسلم أن يأنف بنفسه عن رؤيتها في سائر الأزمان والدهور فضلا عنه في أشرف الليالي والشهور. فعليك أيها الأب وأيتها الأم أن تصوني أبناءك عن رؤية مثل هذه المنكرات التي من شأنها أن تفسد الجيل المسلم عقديا وخلقيا. حيث أن تأثر الجيل بالفساد الخلقي يكون أعظم وأشد لما يرى على شاشة التلفاز من مظاهر الخلاعة والمجون ومن مفاتن الجنس والفجور. وإني أذكركم بقول الباري تبارك وتعالى ( يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم ناراً وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون) وأخيراً فإنه ينبغي علينا أن ننكر هذا العبث بمبادئنا وأخلاقنا، على المسؤولين أن يمنعوا عرض هذه السفاهات في وسائل إعلامنا، لئلا يوشك أن يعمنا الله بعذاب لا ينجو منه أحد. @@ بدور عبد الله الشيخ حسين