في المجتمعات العربية ادواء مريرة كانت ولا تزال من اسرار التخلف, وبقائنا في صف العالم النايم او النامي اختر ما شئت, من ابرزها ما تمارسه محاضن الأجيال القادمة (البيت والمدرسة) من عادة تربوية سيئة, تتمثل في ارسال رسائل سلبية الى العمل الباطن لكل طفل او شاب او مبدع, بدلا من برمجتهم بطريقة ايجابية, حتى قيل ان الانسان لا يبلغ الثامنة عشرة من عمره حتى يتلقى مائة وخمسين رسالة عقلية سلبية, فيما لا يتلقى سوى 400 - 600 رسالة ايجابية. وهو ما نراه ماثلا في قول الأب او المعلم للطفل: يا غبي, انت لا تفهم, انت مجرم, انت غير مؤدب, انت فاشل, الى اسماء الحيوانات التي اشتهرت بذلها وغبائها. كل ذلك جعلنا نسمع الكبار يرددون صدى تلك البرمجة الكاذبة الخاطئة حينما يدعون للقيام بمشروع ما, يكون فيه عائد عليهم او على غيرهم بما فيه خير ونفع. وهنا سوف احاول ان ألم بمثل هذه العبارات واذكر وجهة نظري في علاجها: لا تقل لا أجد موقعا يناسبي, فانك يجب ان تصنع الموقع وتملأه. لا تقل اشعر بالعجز عن استغلال طاقتي, بل سيطر على ذاتك فأنت رأس مال نفسك. لا تقل الناس استهلكوا طاقتي اذ عليك ان تنفع الناس دون ان تنسى مشروعك الخاص. لا تقل وضعت في مكان لا ارغبه ولا اجد غيره, فالتكيف من سمات الناجحين, والعرب تقول: (اذا لم يكن ما تريد فأرد ما يكون), اي قل هذا المكان هو الذي يناسبني وتعامل معه على هذا الاساس النفسي.. وسوف تنجح باذن الله على تطويل ميولك. لا تقل انا شاب واريد التمتع بشبابي وانشغالي بمشروع علمي او تجاري سوف يشغلني عن محبوباتي, فان مرحلة الشباب هي مرحلة العمل والكدح وبناء المستقبل, فاذ فرطت فيها فقد هدمت حياتك كلها, اعمل قبل ألا تستطيع ان تعمل. لا تقل لقد حاولت مائة مرة ولكني فشلت، فأنت لم تحاول سوى مرة واحدة او اثنتين, والباقي هو تكرار لما قمت به, واي عمل تقوم به ثم تكرره كما هو يعطيك النتيجة نفسها, وقد قيل اذا لم يكن في حوزتك غير مطرقة, فسوف تتعامل مع اي شيء آخر على انه مسمار. التعدد لابد ان يكون مصحوبا بالتغيير جرب وستجد ان شاء الله. لا تقل كلما سرت في طريق ابداعي وجدت نفسي وحيدا, فان هذا هو دليل ابداعك ما دمت قد عرضته على النقل والعقل فلم يعارضاه:==1== تعيرني أنا قليل عديدنا==0== ==0==فقلت لها: ان الكرام قليل==2== والمؤمن لا يستوحش قلة السالكين في دروب الإيمان, فالله تعالى يقول: (وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين) سورة يوسف (103). لا تقل الناس لا يتركونني انهم يخوفونني من النتائج, ارجوك لا تلتفت الى الوراء شد نظرك الى الأمام واقدم بحذر.. واحذر الحفر. دون ان تسمح للخوف ان يتسلل الى داخلك, فقد قيل (اذا رأيت سوادا بليل فلا تكن أخوف الجبانين). ألم تر كم انسان اراد ان يكمل دراساته العليا فاذا بأقرب الناس يذكرونه بالتعب والنصب والسفر وترك البلد والولد.. ثم اذا به يخسر هدفا لا يكلفه سوى سنوات قليلة يجني ثمرها طوال حياته. لا تقل وجدت كثيرا من العراقيل في طريقي, فهي من طبيعة طريق الطموح, وعليك ان تصنع منها وقودا للتحدي والانجاز:==1== لأستسهلن الصعب او ادرك المنى==0== ==1==فما انقادت الآمال إلا لصابر==2== لا تقل: كلما اردت ان ادخل مشروعا ترددت وخفت من الفشل, فان نجاحك مرهون بتوقعاتك باذن الله, (تفاءلوا بالخير تجدوه) والبلاء موكول بالمنطق, والانسان من طبيعته انه يتصرف حسب توقعاته ثم ان الامر - قبل ذلك وبعده - كله بيده الله. تلك بعض التوقعات السلبية التي يتعامل بها بعض افراد المجتمع مع ذواتهم او مع غيرهم, لو تجاوزناها لضربنا بنصيب وافر في دروب النجاح, ولزرعنا الدنيا حبا وجمالا عملا وانتاجا.