ليس حديثاً عن الخطوط السعودية!(اللي فيها يكفيها) بل حديثي اليوم عن قضية الساعة,عن كرمنا وجودنا وفضلنا نحن السعوديين,الذين نأبى إلا أن نكون حاتميين فنوظف الملايين من البشر ونئد أبناءنا بدفعهم وكبهم على وجوههم إلى الأرصفة والأزقة والمقاهي, والسبب المزروع في ألسنة مديري الشركات والمؤسسات في بلادنا- والذين هم في غالبهم غير سعوديين- هو أن السعودي يُكلف أكثر!! ندفعه إلى التبطل والكسل والاكتئاب والتفاهة والعدمية , ثم نتساءل عن النسب المرتفعة للجريمة والانحرافات الأخلاقية والاتكالية والأمراض النفسية دون أن يتطرق أحد لمسؤولية التجار ورجال الأعمال وأولئك المديرين خلف الكراسي الكبيرة!! بشراكم يا أعداءنا فلقد كفاكم إخوتنا (الكبار) مؤونة أن تتفتق أذهانكم عن طرق تسحق شبابنا! لست الفرنسي العنصري جان ماري لوبان, ولا الروسي العنصري جيرينوفسكي, لكنني أؤمن بمقولة قرأتها وأنسج على منوالها: (السعودية المضيافة), هذه عبارة جميلة,لكن فلنستضف ذوينا أولاً,ثم الأقرب فالأقرب). (لست ضد أن نستفيد من الإخوة المقيمين). أتحدى أن توجد دقيقة واحدة لا تتردد فيها هذه العبارة في مكان ما من وطننا! أما أنا فضد أن نستفيد من (الآخرين)- هكذا وبوضوح - ما دمنا نُهدر بيد ما نصنعه بالأخرى!! وما دام هناك تحويلات مالية بالمليارات تُرسل للخارج! وما دام هناك شاب واحد متعلم لا يجد ما يسد به رمقه ويعف زوجه وعياله. لننقل المعركة إلى الطرف الآخر! وذاك بأن تطلب الدولة من المؤسسات والشركات تخصيص نسبة جيدة من وظائفها للسعوديين. هذا معمول به . طيب! لكن المدهش - بشكل غير معمول به- هو أن الدولة لم تفكر حتى الآن في تقليل هامش ربح المؤسسات والشركات التي لا تستجيب وذلك بوضع ضرائب دخل (كبيرة) عليها.قيمة الضريبة يجب أن تتناسب عكسياًً مع نسبة السعوديين في المؤسسة أو الشركة.وذلك بأن تكون الضريبة عبارة عن مجموع الرواتب للوظائف المقترحة للسعوديين- والتي لم يشغلوها بعد- زائداً غرامة إضافية لزوم احترام (الوطنيَّة) احتراماً حقيقياً وليس نفعياً فقط! هذا وحده هو ما سيصيبهم بالذعر, ويُعيد لهم - رغماً عن أنوفهم - عقولهم (الوطنيَّة).