شيء جميل ان نبدأ في البحث في كيفية اصلاح نظام الجامعة العربية وشيء اجمل ان نرفض اية مشاريع اصلاحية جانبية تفرض علينا, لكن ما هي الرسالة التي تعتقدون انها تصل للشعوب العربية حين يبادر اكثر من مسئول عربي لتوجيه الانتقادات لاي مشروع تتقدم به اي دولة اجنبية يختص بالاصلاح في منطقتنا, ثم يقف عند هذا الحد دون ان يطرح رؤيته الخاصة بالاصلاح؟ لا يتبادر لذهن المواطن العربي ان المرفوض هو مصدر المبادرة بل يضحك في سره و يعرف في قرارة نفسه ان المرفوض (الضمني) هو فكرة الاصلاح. لا تلومونه .. فالاصلاح بالنسبة له مطلب تأخر وماطل المسئولون العرب في تنفيذه كثيرا, وفشلت العرائض التي يناشد بها الاصلاحيون مسئوليهم الاسراع بتقديم خطوات عملية تهدىء من روع شعوبهم, فلا تلوموه ان فسر تلك الانتقادات على انها شماعة تبرر مزيدا من التأخير بحجة التدرج البطيء او بحجة الخصوصية, خاصة ان المسؤولين العرب لا يتقدمون ببديلهم و فهمهم الخاص و رؤيتهم الخاصة للاصلاح الا بعناوين غامضة و مبهمة غير محددة الاهداف و لا البرامج و لا المدة الزمنية. و مع كل احترامنا و تقديرنا لما تقدمت به ثلاث دول عربية كبرى لفكرة اصلاح نظام الجامعة العربية الا ان الشعوب العربية تتطلع الى الاصلاحات الداخلية وتنتظر حماسا للمشروع الاصلاحي الخاص يعادل في قوة اندفاعه حماس الرفض للمشاريع الاجنبية الذي دفعهم للاجتماع يوم الاثنين القادم من اجل مناقشة كيفية التعامل مع المبادرات التي امطرتها السماء على منطقتنا على حد تعبير احد هؤلاء المسئولين. اما التصريحات الاكثر غموضا وتمويها والاكثر دفعا للاحباط فهي تلك التي تربط الاصلاح في المنطقة بحل القضية الفلسطينية, فهي لا تقل كوميدية عن التصريحات الامريكية التي ربطت حل القضية الفلسطينية بازاحة عرفات من السلطة! لقد اختزلت العقبة امام السلام العادل بازالة عرفات واختزل الاصلاح في اوطاننا بزوال اسرائيل .. يا سلام ليس هناك اروع من رمي القفاز و السلام ختام. لا افهم حقيقة ما علاقة اسرائيل باستقلالية القضاء في اي دولة مثلا, او قيام انتخابات نيابية فيها, او مشاركة المرأة في صنع القرار , او رفع المستوى المعيشي, او قيام مؤسسات اهلية تعني بحقوق الانسان, او احترام الرأي الاخر. * كاتبة بحرينية