ان كان ما يتكشف لنا من حقائق كانت غائبة عنا بالامس ووقائع هي حاضرة اليوم في العديد من الاقطار العربية كالعراق وليبيا والسودان وسوريا غير كاف لافاقة البعض منا من اوهامه وسباته والوعي بحقيقته فلا امل ولا صدمة ولا صعقة كهربائية ولا اي اداة من ادوات الانعاش ممكن ان تكون. الا تعجبون من هذا السكوت على اعترافات القذافي التي اقر بشعوره بالسعادة من "دفء" العلاقة مع امريكا؟ اليس هو من وقف يلوم اهل الخليج على "دفء" العلاقة بينهم وبين الامريكيين في مؤتمرات القمة او في خطبه العصماء؟ الم ينعتهم بابشع النعوت, ويتهمهم بالعمالة والانبطاح و الضعف والهوان ونالهم ما نالهم منه قيادة وشعوبا "لذنب" يرتكبه هو اليوم بل ويصفه بالدفء وصفا لم يجرؤ الخليجيون على قوله؟ اين اذا تلك الاقلام وذلك الخطاب الذي اشبعنا به اخوتنا القومجية من تلك التصريحات الليبية؟.. دعك من ليبيا الا تعجبون من سكوتهم ايضا على تلك المراسيل والمبعوثين من دولة عربية أخرى معقل القومية وهي تبحث عن "دفء" مثيل (ارجو عدم التسرع في النفي المتشنج فلا احد يدري ما تخبئه المباحثات السرية ولا ما ستبديه الايام القادمة من اخبار) وعموما لم تكن هناك دولة عربية (قومية) خالية من "دفء" اجنبي سوفيتيا كان ام امريكيا!! ام ان دفء الدب الروسي كان حلالا؟! ومن يرعى مباحثات السلام في السودان اليوم؟ ومن يقرر للعراق مستقبله اليوم؟ ومن يعتب على الرئاسة الامريكية لانها اغفلت اسمه من خطابها؟ ومن يفتح أجواءه للطائرات الامريكية من اجل ملاحقة مطاردين من ابناء شعبه؟ ومن؟ ومن؟ ومن؟ اصحاب الشعارات والاوهام يريدوننا ان نبقى في سباتنا نتوهم القوة والاستقلالية والقدرة والتقدم والرخاء, نقتات سرابا حتى لا نشمت الاعداء فينا.. ونقاوم هذا الواقع بانفجار هنا وانتحار هناك الى ان نحتفل بالمئوية بعد ان انهينا للتو احتفالنا بالخمسينية من اعوام تجرعنا فيها الوهم بالعظمة والقوة ونحن نتراجع بدلا الخطوة الفا ويتقدم الاخرون اقتصادا وعلما ورفاهية لشعوبهم. علينا ان نقر اننا لسنا بقادرين على الاستقلالية الامنية ولا الاقتصادية ولا العلمية ولا الطبية ولا حتى الغذائية في الوقت الحاضر لان امكانياتنا محدودة ولان لنا مصالح مرتبطة بالعالم الاخر.. ذلك واقع اقرت به دول الخليج علانية ومنذ زمن, لهذا كانوا "عملاء الامبريالية" وعربا من الدرجة الثانية في نظر شعوب الشمال.. واليوم كلهم بلا استثناء اصطفوا معنا وماكنا نتمنى لهم ذلك.. ليتهم كانوا على حق.. لكن هذا هو واقعنا جميعا.. موسا نبلعه حين نقر به.. انما لا سبيل غيره للمداواة وللعلاج وللاصلاح شئنا ام ابى البعض منا, فان كان البعض منا مصرا على اوهامه ولم تنجح كل تلك الوقائع الصارخة التي تجري الان وكل تلك التحولات التي لا تقبل الجدل في افاقته, فلا يجبرنا على النوم معه, فنحن نريد ان نبقى كما كنا واعين على واقعنا بمره وعلقمه نراه كما هو ونقر به حتى نعرف كيف نتعامل معه ايضا بواقعية وبما يتفق مع قدراتنا, لا من اجل الاستسلام له, بل من اجل علاجه, ودعواتنا لبعض اهلنا في الخليج ان ينضموا لاخوتهم بدلا من التغريد خارج السرب من اجل ارضاء الرفاق!! كاتبة بحرينية