افتتح الأربعاء الماضي بمكتب الإشراف التربوي بمحافظة القطيف مهرجان البيت الخليجي الأول مشاركة منه في تفعيل يوم الأغذية العالمي والذي ركزت فعالياته على إحياء التراث الشعبي بمختلف مجالاته من فنون وحرف وأمثال، حيث يشكل جزءا من شخصية الأمة ويتمثلها. وقد أشرف على إعداد المهرجان مشرفات التدبير المنزلي، المشرفة الأولى مائدة عبد القادر العبيدان والمشرفة سميرة الحارثي والمشرفة سهام الكرد والمشرفة سحر الغامدي، حيث بذلن مجهودات طيبة لإنجاح المهرجان الذي أبدى الكثير من الزائرات إعجابهن به بعد نهايته لما به من فعاليات قربت لهم روح التراث في منطقة القطيف والخليج بشكل عام. وبدأ المهرجان بافتتاح مديرة المكتب صباح الصالح مهنئة الجميع بالشهر الفضيل داعية المولى أن يكون شهراً مباركاً على الأمة الإسلامية. وتحدثت عن إقامة مثل هذه المهرجانات وتفعيلها. ومن جهة أخرى شكرت القائمات على إعداده وعلى المجهودات التي بذلنها في سبيل إنجاحه، وتقديمه بصورة طيبة للزائرات. ثم توالت الفعاليات فانطلقت جلوة العروس حسب الأعراف السائدة في محافظة القطيف حيث تهتم البنات والنساء بإلباس العروس الملابس الخليجية المزركشة، ثم بدأت المهارات اليدوية في تنفيذ بعض الحرف الشعبية مثل نقش الحناء، حيث تتفنن النساء في إبراز مواهبهن في هذا المجال مستفيدات من تقنيات العصر والوسائل الحديثة وكذلك اتباع النقشات الحديثة بالإضافة إلى النقوش القديمة المتعارفة. وهناك أيضاً صف سعف النخل المعروف منذ عشرات السنين والتي كانت تمارسه النساء لمساعدة الرجال في تحمل أعباء الحياة فكان يصنع منه الحصر والقفة وغيرها من الأدوات التي كانت شائعة في المنطقة إلى ما قبل عشرين سنة خلت. ومن جهة أخرى نفذت بعض الأكلات الشعبية في الهواء الطلق مباشرة أمام الحاضرات مثل اللقيمات (لقمة القاضي) والخبز التاوه وهو نوع من الخبز الرقيق الذي يصنع في المنزل ويعمل حلواً ومالحاً، وقد أضفت هذه الطبخات الرمضانية على المهرجان طابعاً أسرياً بشهادة الزائرات. ومن اللقطات التي شدت الزائرات استقبالهن عند الباب بحبات التمر وفنجان القهوة التي ذكرتهن بأجواء عربية عابقة ومضمخة بالعادات الأصيلة. وكذلك المشروبات التقليدية الأخرى مثل الشاي والنعناع والزنجبيل والليمون الأسود وهي مشروبات تشتهر بها مدن وقرى محافظة القطيف وخاصة الليمون الأسود والزنجبيل. وقد رتب المهرجان على شكل أركان تنوعت معروضاتها، فهناك ركن الأواني المنزلية وركن الهدايا التقليدية وركن جلابيات الأطفال وقصص وحكايات، فضلاً عن ركن المأكولات الرمضانية الشعبية، وهي أكثر الأركان إلفاتاً للنظر، فتواجدت أطباق الهريس والجريش والكبسة والمرقوق والعصيد. وأبدت الكثير من الزائرات وغالبيتهن مدرسات ومشرفات في مكتب الإشراف سعادتهن لهذا المهرجان الذي يقام لأول مرة، وأثنين على جميع الأركان وجميع النشاطات في المهرجان، وبالتحديد قسم المأكولات الشعبية التي أثارت فضولهن، واشترين منها بعض الأطباق، بعضهن لتجريب طعمها اللذيذ والبعض الآخر في محاولة لتجريب أطباق جديدة بالنسبة لهن. وفي نهاية المهرجان تم توزيع العدد الخامس من إصدار قسم الاقتصاد المنزلي بعنوان الثقافة المنزلية. السف.. مهنة لا تزال باقية