وخلاصة القول أن خالد بن يزيد بن معاوية , كان بإمكانه ان يتولى الحكم , ولكن بطريقة العنف التي يمكن أن تقود الى تفكك الدولة الإسلامية فبحكمته ترك الحكم , وانصرف تماما الى طلب العلم , حتى انه خلد اسمه بين من اسس العلوم الطبيعية في العالم العربي والإسلامي ويعده كثير من المؤرخين من عباقرة العالم الإسلامي , بل من الذين وضعوا النظريات الهامة والإضافات المبتكرة في حقلي الطب والكيمياء. ويعتبر خالد بن يزيد بن معاوية أول من جلب العلماء غير المسلمين من مدرسة الأسكندرية في مصر التي كانت عامرة بكبار العلماء من يونان وأقباط , فلم يجعل الاختلاف في العقيدة حائلا بينه وبينهم , بل العكس قربهم منه، واستفاد من خبرتهم العظيمة بالترجمة من اللغات المختلفة الى اللغة العربية (لغة القرآن الكريم) فصار خالد بن يزيد رحمه الله يتتلمذ على الكتب المترجمة , لكنه لا يجيد لغات اجنبية , بل كان فصيحا بارعا خطيبا في اللغة العربية. خالد بن يزيد بن معاوية , هو الذي جل علم الكيمياء علما بعيدا عن الخرافات والخزعبلات , حيث طوره وجعل منه مصدرا هاما للصناعات المختلفة وفي مقدمتها العقاقير الطبية لذا نجد ان كثيرا من العلماء في العالم الإسلامي تحمسوا لهذا الحقل , حتى صار مصدرا للعلم التجريبي , ولقد ترعرع المنهج العلمي الصحيح على ايدي علماء العرب والمسلمين وفي مقدمتهم خالد بن يزيد بن معاوية , الذين اهتموا بالعلوم التطبيقية مثل الكيمياء والفيزياء والفلك وغيرها. لقد انعقد اجماع مؤرخي العلوم في المعمورة على أن خالد بن يزيد بن معاوية من حكماء الرأي , كان حكيما كيميائيا , ذا اخلاق ممتازة , وبعد نظر عجيب بل خلابا , ولقد احسن صنعا في نهج طريق العلم بدلا من الحكم , لأن الأمة الإسلامية انذاك كانت في اشد الحاجة الى الاستفادة من المصادر اليونانية والفارسية والهندية , والقبطية والعبرية , وغيرها. ولم يمهل خالد بن يزيد بن معاوية الجانب الادبي والإسلامي وتعزي فصاحته الى حفظه كتاب الله (القرآن الكريم) , وقد كان من الذين يقضون معظم وقتهم في الارشاد والافتاء , والتذكير بصفوة الخلق عليه افضل الصلاة والتسليم , حتى انه في بعض الاحيان كان يجمعه خدمه في بيت , ويتلو عليهم القرآن الكريم , ويفسره لهن , ويقرأ بعض أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم. كان خالد بن يزيد بن معاوية فصيح اللسان , صاحب فكرة , قوي الشخصية منذ نعومة أظفاره , كان مصدرا للنصح والارشاد لبني أمية , لذا حق ان يلقب بحكيم بني أمية , ويقول الحموي في كتابه معجم البلدان , أن خالد بن يزيد بن معاوية يعد من رجال قريش الافذاذ الذين اشتهروا بالفصاحة واللين والورع. لقد اجمع المؤرخون في حقل العلوم التطبيقية في العالم أن خالد بن يزيد بن معاوية , هو أول من بدأ الحركة العلمية بين العرب والمسلمين , ويقول فاضل أحمد الطائي في كتابه اعلام العرب في الكيمياء لقد اجمعت المصادر المتوفرة لدينا على أن خالد بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان , رائد العرب والإسلام في الكيمياء , وكان أول من أمر بترجمة التراث اليوناني الى اللغة العربية , إضافة الى تعريب ما نقل من اليونانية الى القبطية , ويعتبر بحق الرائد الأول في نقل العلوم الى اللغة العربية , وبذلك وفر العلم لمن اراد ارتشافه من العرب والمسلين الذين يحسنون اللغة العربية وبعد ان قرأ العلم بأمعان شغف بعلم الكيمياء بالدرجة الأولى وبالعلوم الأخرى بصورة عامة فلله دره.