عند تغيب الكفاءة والموهبة والابداع في موقع يشكل اهم المواقع في تشكيل الرأي العام كالاعلام فان هدرا عن سابق اصرار وترصد لطاقات الامة بأسرها يتم ليس السوبر ستار اولها ولا المسلسلات المكسيكية بآخرها. اين المسابقات الثقافية والرياضية واين المسلسلات العربية وحتى الاجنبية ذات المغزى الانساني من هذا الاسفاف باسم الفن والترويح واللهو البريء لايزيد الانسان العربي الا تدهورا وضياعا ولايضيف لرصيده الشخصي اكثر من سطحية موغلة في الوهن والتدهور. لا ادري ما الذي استجد عندما كانت التلفزة العربية ارضية كان مستواها البرامجي افضل بكثير على الرغم اننا لم نكن راضين عنه كليا على الاقل كانت تبث المسلسلات العربية والتراثية ذات القيمة والبرامج الوثائقية والعلمية بشكل دوري، واليوم وعندما ارتقت الفضاء اصبح السائد مهرجانات للتسوق والجوائز وفيديوهات كليب وكأنها دعوة للعرب لتكون شخصيتهم دائرة في هذا المحور من الاستهلاك.. ثم الاستهلاك.. ثم الاستهلاك والتمييع للمشاعر والافكار العربية. وانا هنا اطالب واناشد العاملين في الفضائيات العربية بشيء من المسؤولية على الاقل تجاه انفسهم فاذا كانوا غير قادرين على تحمل تلك المسؤولية او ليست لديهم كفاءة الادارة ولا الابداع والعطاء ان يتصيدوا الاكفاء والمبدعين وما اكثرهم في بلادنا ويتنحوا جانبا ليتركوا المجال للحيز الانساني منا ان يخاطب الانسان لا البهيمة بشيء من المسؤولية.
