يسهم العلم في تدفق السياح إلى منطقة أفريقيا الجنوبية غدا الاربعاء الموافق الرابع من ديسمبر، إذ تشهد هذه المنطقة كسوفا كلّيا للشمس يغرق المنطقة في ظلام دامس لمدة قصيرة وذلك بعد مرور 28 عاما على آخر كسوف كلي. فالقمر سينتقل إلى ما بين الشمس والارض ويرسل ظلا يحوّل النهار إلى ليل مؤقتا عندما يعبر النصف الجنوبي من قارة أفريقيا خلال 25 دقيقة. وهناك بعض المناطق الخلابة مثل محمية كروجر الطبيعية في جنوب أفريقيا التي تضم ثروة من الحياة البرية الطبيعية ستقع في دائرة الكسوف الكلي عندما تحجب أشعة الشمس تماما لاكثر من دقيقة. وقد نظم آلاف من السياح المحليين والاجانب - وهم من المسافرين أكثر مما هم من العلماء برامج سفرهم ليشهدوا هذا الحدث الذي قلّما يشهده أي شخص أكثر من مرة في حياته. وأغرى منظمو الرحلات سياحا أوروبيين وأمريكيين واسكاندينافيين برحلات بأسعار خاصة بمناسبة الكسوف ليشهدوا الحدث. وقال الدكتور ديف لاني من المرصد الفلكي لجنوب أفريقيا في كيب تاون إن الكسوف والخسوف لم يعد لهما أهمية علمية كبيرة مثلما كانت لهما من قبل. وقد أسهمت الدراسات العلمية في إجلاء أسرار كسوف الشمس التي كان ينظر إليها قديما على أنها نذير كوارث مثل الحرب والمجاعة. وأوضح نعرف أين يوجد ومتى نتوقعه. أولئك الذين يدرسون هذه الظاهرة ينظرون إلى جوانب مثل هالة ضياء الشمس المرئية التي تشاهد بوضوح أكثر في أثناء الكسوف. وقد انجذب اهتمام علماء الفلك والفيزياء والرياضيات نحو ظل القمر الساحر في سعيه إلى تسجيل حركات الارض والقمر على المدى الطويل. ولكن معظمهم تعاقد مع شركات سياحية كخبراء لارشاد المسافرين العاديين في مناطق مثل إقليم ليمبوبو في جنوب أفريقيا الذي يأمل استغلال تلك الثواني المعدودة التي يستمر فيها الكسوف إلى أقصى حد. وكانت هذه الشركات قد نظمت رحلات إلى زامبيا التي توجه إليها أكثر من عشرين ألف سائح شهدوا أول كسوف للشمس في الالفية الجديدة وقد استمر قرابة ثلاث دقائق مما نشط السياحة في هذه المنطقة. ويحرص إقليم ليمبوبو المعروف عالميا بأنه مرتع صيد الحيوانات البرية على إظهار إمكانياته الاخرى مثل المناظر الطبيعية الخلابة والتراث الثقافي المتنوع والاطلال القديمة. وسيتحرك ظل القمر بسرعة عشرة آلاف كيلومتر في الساعة من المحيط الاطلنطي إلى أنجولا ويشاهد عند بزوغ الشمس فوق مدينة سومبي الساحلية لمرة ثانية نادرة بعد 18 شهرا. وستسود الظلمة الافاق لمدة تقل عن دقيقة فوق أنحاء من وسط أنجولا ويرجح أن تهبط درجة الحرارة عندما تظلم شمس الصباح الباكر. وسيتكرر ذلك فوق أنحاء من قطاع كابريفي في ناميبيا وجنوبيزامبيا والمناطق الحدودية لزيمبابوي وبوتسوانا عندما يصل الظل إلى هذه المناطق بعد ذلك بدقائق. وفي أقصى شمالي جنوب أفريقيا عندما تصل حرارة الشمس إلى 42 درجة فوق الافق ينتظر أن يستمر الكسوف الكلي 9.99 دقيقة في بعض الاماكن. وسيخرج الظل من قارة أفريقيا عن طريق جنوبيموزمبيق ويبلغ أقصى انتشاره لمدة نيف ودقيقتين فوق المحيط الهندي وهو في طريقه إلى أستراليا.