هل قبائل سيناء قنبلة موقوتة!!في سبتمبر 2013، قال "فيصل إبراهيم" وهو أحد شيوخ قبائل مرسى مطروح، في لقاء على قناة العربية: "إن هناك رغبة لدى القبائل العربية بعقد لقاء مع رئيس الجمهورية حينها "عدلي منصور" لنقل وجهات نظر وطلبات القبائل العربية". وبحسب المعلومات حينها حول حيثيات طلب اللقاء، أنه كان يدور في فلك مشاركة القبائل في القضاء على الجماعات النشطة في "سيناء"، رغم اختلاف وجهات نظر تلك القبائل والخلاف أحيانا على أمور ثنائية. ومن المفارقات أنه في أوائل العام 2014 أتت مبادرة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي الذي كان يشغل حينها منصب وزير الدفاع، تسليم اسلحة قبائل سيناء، وبالفعل تم ذلك، رغم حساسية الموقف، وفي اعتقاد لحظي أن تلك الأسلحة بأنواعها من رشاشات ومسدسات ومقذوفات وقنابل، قد تقع في يد المتطرفين. كما هو معروف، بعد العملية الإرهابية التي طالت مسجد الروضة بسيناء، تقدم مشايخ المنطقة بتقديم طلبهم وبجدية هذه المرة لغرض المشاركة بالتوازي مع قوات الجيش والشرطة في القتال للقضاء على الإرهاب، لكن الغريب أن الطلب المرفوع لوزير الدفاع لم يجد تجاوباً منه حتى اللحظة، مع العلم أن حسم الأمر هو بيد الرئيس السيسي نفسه. الحقيقة أن تسليح قبائل سيناء بات ضروريا في ظل الأوضاع المستمرة منذ ما يقارب العقد من الزمن، وأن سحب الأسلحة في العام 2014 كان له ظرفه، ولكن لم يكن مدروساً بشكل جيد، ومن المستغرب أن المخابرات العسكرية حينها لم تتصور الحالة المستقبلية لوضع المنطقة المهمشة منذ عقود طويلة. إن واقع الأحداث على الأرض يقول أن دخول القبائل على خط المواجهة للدفاع عن الأرض والعرض، يُعد عاملاً أساسياً لحسم المسألة المؤرقة، وأن ديناميكية القبائل ومعرفتها الدقيقة في خارطة الصحراء، مع خبرات القوات المسلحة سيشكل عاملاً حاسماً في الإنتصار على قوى الإرهاب، تسليح القبائل المؤقت في الوقت الراهن مفيد جداً لإيقاف نزيف الدم المستفز للشعب المصري وشعوب المنطقة، وأن المنطق يقول "مع انتهاء الحملة القاضية على الجماعات الريدكالية المتطرفة تقف الدولة حازمة حينها لوقف نشاط السلاح، وطلب تسليمه للدولة، وبذلك تكون مسألة ضبط المنطقة أمنياً من المسائل السهلة، ولكن بشرط "أخذ الدرس مما مضى" ومعالجة كل السلبيات على مدى عقود، بالإضافة إلى طرح حلول تنموية تواكب مرحلة القضاء على الإرهاب.