في ذكرى الأمس نكتبُ الكثير من القصص والروايات في أحداثٍ وحيثياتٍ كانت جُرحًا غائرًا في جسد الأمة، لم أنس يومًا تلك الأحداث الرهيبة التي مسّتنا جميعًا، وانتهكت الحرمات في لباس التقى والصلاح، وفي سبيل النفس والهوى والشيطان. إنَّ الأمنَ لباس التقوى ورجاءُ الصالحين الذين لم يختانون أنفسهم في ذهاب الأمن وأسبابه، قال تعالى: ﴿الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ﴾ الآية. إنّ من نعمة الله تعالى على هذه الأمة المباركة أن فضلها على كثيرٍ من الأمم في شأنها الداخلي، وصعيدها السياسي، والاقتصادي، تحت رايةٍ واحدةٍ مجتمعين في ظل التوحيد والسنة. عندما تتحدث عن الأمن والداخلية تطمئن وتسكن جسدًا، ولا يعتريك نوبة القشعريرة، وفزعة الخائف الوجل، سيما ذلك التاريخ الحافل، وتلك الإنجازات العظيمة، وتلك الذكرى الجميلة، وذلك العهد المستقر تحت قيادة رجلٍ كان المعلم الأول للرجل الأول في صناعة الأمن، والدفاع عن هذه الأمة. تذكرتُ ذلك اللقاء الذي كانت أولى ومنتهى كلماته -رحمه الله-، دافعوا عن دينكم، دافعوا عن عقيدتكم، دافعوا عن وطنكم، كلمات تختزل الجزالة في المعنى وروح الأمن والإيمان، أكاد أجزم أنَّ القلوب في وداعه حزينة، وأنَّ العيون في فراقه لتدمع، وأن الأمة قائمة بالدعاء، والمثوبة للأمير الراحل أسد السنة نايف بن عبدالعزيز -رحمه الله-. ولكنَّ السلوى كله في عضيد سيدي خادم الحرمين الشريفين ولي عهده الأمين أسد الداخلية وراعي الحدود، والحمى الأمير محمد الأمن، ومساعد العزم والحزم، في السير قدمًا نحو مستقبلٍ واعدٍ بالأمن والسلام، وفي تمام هذا اليوم العاشر من رجب أكمل عامه الحافل في الإنجازات الأمنية والدعم الكامل لرجال الأمن في مسيرتهم الداخلية. إن ما تشهده مرافق الداخلية من تطويرٍ وصناعة حديثة، يبعث في دواخلك الطمأنينة، والوفاء لرجالٍ مخلصين لله، ثم لمليكهم ووطنهم، بالأمس صولة في الحق، واليوم في ميدان الشرف، نرى رجالاً من أبناء هذا الوطن، يبذلون أرواحهم فداءً لله ثم دفاعًا عن بلاد الحرمين معلنين للعالم أنّا جميعًا يدٌ واحدةٌ مع ولاة أمرنا، وعلمائنا ضد أعداء الأمة. شكرًا محمد بن نايف، ليس لأنك أصبت القوم في مقتل، ولكن في صناعة كل ما يخْضَعُ للأمة، ويثبّت خطاها، ويجعلها في مصاف الدول أمنيًا و سلميًا، ولأن رسالتنا عظيمة وسماحة الإسلام في دعوته، كانت هذه الأمة أكثر بلاد العالم شموخًا في السماحة والوفاء، باختصار سيدي كنتم خيرَ خلفٍ لخير سلف. أخيرًا دمت يا وطني صانعًا لكل أمجاد الأمة، بالأمس ذكرى وطمأنينة، واليوم حقيقة وواقع، رحم الله نايف الأمن والداخلية، والله أسأل أن يوفق سيدي ولي العهد الأمير محمد بن نايف، في خدمة دينه، ثم مليكه، ووطنه، دمتم بود، وهذا ما حرك مشاعري البارحة ،،!! عبدالكريم الدهمشي