رصدت الجهات الأمنية الكويتية تحركات سفينتين غامضتين على رصيف ميناء الشويخ الكويتي، كانتا ترسوان لوقت طويل، ولا تبحران إلا لأميال قليلة في عرض البحر ثم تعودان من دون الإفصاح عن أي حمولة. ووفقاً لما ذكرته صحيفة "الراي" الكويتية، اليوم السبت، كشفت مصادر أمنية رفيعة المستوى، أن الأمن الكويتي رصد تحركات غامضة لسفينتين على رصيف ميناء الشويخ الكويتي، وأكدت المصادر أن السفينتين كانتا حتى وقت قريب مملوكتين لشركة "الفجر 8" الإيرانية، المملوكة بنسبة 100% لوكالة "خطوط شحن الجمهورية الإسلامية الإيرانية" المعروفة اختصاراً ب"IRISL"، والخاضعة لعقوبات دولية مشددة، بسبب ارتباطها الوثيق بالحرس الثوري الإيراني. وبحسب الصحيفة، تبين أن سلطات "مكافحة الإرهاب الدولية" تعرف السفينتين جيداً، وأن قصتهما قد تتحوّل إلى فضيحة "اختراق أمني من العيار الثقيل"، وربما تقدّم تفسيراً لبعض ما شهدته البلاد من اختراقات أمنية أخيراً. وقالت المصادر "إن العقوبات الدولية كانت تمنع السفينتين من حريّة الحركة، وجدت الشركة الإيرانية طريقة للتهرب منها من خلال تأسيس شركة كويتية بالشراكة مع شركة وطنية تمارس أعمال المناولة داخل الميناء، بنسبة 51 % للأخيرة مقابل نسبة 49 % للجانب الإيراني". وأضافت "تم نقل ملكية السفينتين إليها وتغيير اسميهما إلى "عكاز" و"عدان"، ليصبح بإمكانهما رفع العلم الكويتي والإبحار بحريّة من الموانئ الكويتية وإليها، رغم أن مجرد نقل الملكية في هذه الأوقات يعد مخالفاً للحظر الدولي المفروض على السفن الإيرانية، إلا أن صلة السفينتين بإيران ظلّت واضحة، إذ إن الإيراني محمد مقدّمي فرد، المدرج على قائمة الأممالمتحدة السوداء التي تتضمن 225 اسماً لهم علاقة بالملف النووي، يتولى منصب نائب رئيس مجلس الإدارة والمفوض بالتوقيع عن «والفجر 8» في الشركة الكويتية المالكة لهما!". وقالت الجهات الأمنية الكويتية "إنها رصدت السفينتين ترسوان بشكل دائم في الكويت، فأرسلت كتاباً إلى مؤسسة الموانئ تسأل عن "سبب توقف سفينتين خاضعتين للعقوبات الدولية" في ميناء كويتي، وحتى الآن لم يأتها الرد". ووصفت مصادر أمنية كويتية رسو سفينتين دون تفتيش ب"الثغرة الخطيرة على الأمن القومي"، وقالت "إن السفينتين لا تخضعان للتفتيش الاعتيادي يصبح التخوف مشروعاً، من أن يكون هناك من يسهّل أمور السفينتين في تحميل وتفريغ ممنوعات أو تغطية أي عمليات مشبوهة وإخفائها عن السلطات"، محذرة من أن مخاطر الاختراق الأمني في الميناء كبيرة جداً. وكشفت مصادر أخرى أن "الموانئ" خاطبت السفينتين أخيراً للخروج من رصيفها إلا أنها لم تتلق إجابة حتى الآن تفيد بقبولها طلب المغادرة، فيما بدأت "الموانئ" تحركاً واسعاً للتنسيق مع الجهات الحكومية المعنية، وفي مقدمها وزارة الخارجية ومكتب غسيل الأموال ومكافحة الإرهاب، بهدف الوقوف على مخاوف المؤسسة من هذه المعلومات، مضيفة أنه في حال التحقق من صحة هذه المخاوف ستقوم الجهات الكويتية المعنية على الفور باتخاذ جميع التدابير القانونية اللازمة للتعامل مع هذا التجاوز. وكانت وزارة التجارة والصناعة الكويتية قد فتحت في وقت سابق تحقيقاً في تأسيس احدى الشركات وإدراجها ضمن السجل التجاري للشركات الكويتية، إلا أن نتائج التحقيق في هذا الخصوص لم تظهر حتى الآن. رابط الخبر بصحيفة الوئام: الأمن الكويتي يرصد حركة «مريبة» لسفينتين إيرانيتين