اتفق المشاركون في اللقاء المتميز «دور وسائل الإعلام الحديثة وتأثيرها على الفرد والمجتمع» على أن الإعلام السعودي بات أكثر مطالبة بالطرح المثالي الذي يقوي اللحمة الوطنية ونسيج المجتمع السعودي في ظل تنوع وسائل الإعلام التي فتحت للمتلقين الأرجاء. جاء ذلك في اللقاء الذي أقامه ملتقى إعلاميي منطقة القصيم بشراكة مع مركز الجودة الشاملة بدبي، وبالتعاون مع الغرفة التجارية بالقصيم ولمدة ثلاثة أيام، ضمن فعاليات حملة «معًا ضد الإرهاب والفكر الضال»، والذي انطلق اليوم الأحد بمركز الملك خالد الحضاري بمدينة بريدة. وركز المشاركون في طرحهم على أن يعي الإعلام جانب المتلقي الخارجي الذي ينظر للأحداث في المملكة بمنظور التربص والاصطياد بالماء العكر لتحقيق مآربه ومخططاته، فهناك بعض المحركات الاجتماعية من جهات خارجية تحمل صفات عدائية واستخباراتية. وانطلق الملتقى بآيات من الذكر الحكيم ثم بكلمة افتتاحية أشار فيها الإعلامي غالب السهلي إلى معاناة المملكة مع الإرهاب، مبينا تبني البلاد نهجا متميزا للتعامل مع الإرهاب وتهديدات الإرهابيين بالاعتماد على التوفيق بين الأساليب الأمنية المعتادة وبين اجتثاث جذور الفكر المتطرف من خلال نشر الفكر المعتدل. وبين السهلي أن الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبد العزيز أمير منطقة القصيم واكب هذا التوجه، من خلال إطلاقه حملة «معا ضد الإرهاب والفكر الضال» والتي يندرج تحت مظلتها هذا اللقاء ليؤدي دوره ورسالته الإعلامية التي تعرف بإيجابيات وسلبيات كل الوسائل الاجتماعية للمجتمع الذي أخذ يرفض الإرهاب جملة وتفصيلا. وبدأ الإعلامي الدكتور عثمان الصيني أول محاور اللقاء بالتعريف بمصنفات إعلامية حديثة، أسهمت في جعل شرائح المجتمع تتلقى الأخبار والأحداث عبر شاشات الهاتف الجوال، مشيرا إلى أن البيت والمدرسة والمجتمع، لم تكن بذات الدور الذي نعرفه سابقا في تحقيق مراد التربية، بل أصبحت وسائل التواصل أكثر تأثيرا في أوساط الشباب، بل لدى الأطفال. وأكد الصيني أن الدور الوطني للإعلام السعودي يتمثل في المواءمة بين المسؤولية والمهنية، معلقا على أن الوطنية ليست «شرهة» تمنح، إنما عمل جاد، كذلك فليس الإعلامي موظف علاقات عامة لدى الجهات، فدوره حيوي، يتحتم عليه التعايش مع المستجدات والتطورات ومواكبة ركب التقنية. وشدد الصيني على أن «الإنترنت» والتي ظهرت في عام 2000م جعلت الناس يتوجهون لها بشكل كبير بحثًا عن الجديد من معلومات، وضرب الصيني أمثلة في سرعة نقل المعلومة سواء عن طريق ال«يوتيوب» من خلال المقاطع التي يوجهها أناس يبحثون عن الظهور وينقلون معلومات وأخبار غير صحيحة في سبيل ظهورهم، وكذلك «تويتر» وغيره من برامج التواصل الحديثة. من جانبه كشف الدكتور عبد الله الخضيري عن توجهات المؤسسات الإعلامية وتأثيرها على الرأي العام، مؤكدا أن الإعلام عنصر مهم للحياة سواء العملية أو اليومية، وبيّن أن الإعلام طغى على المجتمع في ال10 سنوات الأخيرة خاصة الإعلام الحديث. وشدد الدكتور الخضيري على أن ما يريده الإعلام الحديث محاربة الفكر الضال الذي أثّر على عقول بعض الناشئة، وطالب من الإعلام السعودي بأن يحترم خصوصية المكان لموطنه المملكة العربية السعودية وألا يكشف سرا من أسرار الدولة للإثارة، مضيفًا: يجب على الإعلامي السعودي أن يكون لديه انتماء وقداسة لبلد هو مهبط للوحي ويحتضن الحرمين الشريفين. حضر اللقاء أمين عام الغرفة التجارية بمنطقة القصيم زياد المشيقح، وعدد من الإعلاميين والمتحدثين الرسميين للقطاعات الحكومية بالمنطقة، وتجلى الزميل موسى العجلان في إدارته للقاء الذي انتهى بمخرجات متميزة. رابط الخبر بصحيفة الوئام: د. الصيني: الإعلام مسؤولية والوطنية ليست «شرهة» توزع