كعادتها بلادي تواصل المسير والتقدم في طريق الريادة والنماء، وتثبت وجودها وثقلها على الصعيد الدولي في جميع المحافل والمجالات، فقد تشرفت وسعدت هذا العام بزيارة معرض الرياض الدولي للكتاب 2018، في تظاهرة ثقافية وعالمية يجتمع تحت مظلتها الكبار والصغار من ثقافات وأعراق متعددة، المعرض مزدحم - كما عهدناه - بدور النشر المختلفة والمتنوعة، التي يتوسطها جناح دولة الإمارات العربية المتحدة، التي تحل ضيف شرف للمعرض في دورته الحالية، الأمر الذي يؤكد ويعزز التحالف الثقافي بين البلدين الشقيقين (السعودية والإمارات)، إضافة للمجالات الأخرى. كل ما في هذا الكرنفال جميل ويدعو إلى الفخر، من حسن التنظيم مرورا بمشاركة القطاعات الحكومية، إلى الفعاليات الثقافية المصاحبة للمعرض، جماليات تجعلنا نرفع القبعة احتراما لكل القائمين عليه، لجهودهم التي يشكرون عليها، أكثر ما شدني هذا العام هو الحضور القوي للمبادرات الثقافية، التي تخدم الحراك الثقافي والمجتمعي، لتترسخ في العقول أهمية الكتاب وحب القراءة بأفكار جذابة ومتنوعة، وكذلك شدتني المشاركة الفعالة والمتعددة لأركان الأطفال، التي لم تقتصر على غرس مفهوم حب القراءة والمعرفة في نفوسهم، بل تعدت ذلك إلى تنمية الجانب الفكري والسلوكي لديهم، بما يسهم في بناء شخصياتهم بطرق وأساليب مختلفة، وبمناسبة الحديث عن الكتاب والمعرفة أهمس في أذن الآباء والمربين بألا يحرموا أجيال المستقبل من حضور مثل هذه الأماكن والملتقيات، ليتعودوا على رؤية الكتب وحب القراءة. وأيضا هنا همسة في أذن المسؤولين في وزارة التعليم بأن يفعلوا دور المكتبات في المدارس - كما كانت سابقا -، وذلك بإدراج حصة لمادة المكتبة أسبوعيا على الأقل، وكذلك التنسيق مع المكتبات العامة الموجودة في المدن لتنظيم زيارات مدرسية لها، وتفعيل دورها طوال العام لخدمة الفرد والمجتمع. وختاما لا أخفي إعجابي وسعادتي بما قامت به إحدى المدارس الابتدائية من تنظيم زيارة لطالباتها للمكتبة العامة، ونتمنى أن تحذو بقية المدارس حذوها. وعلى دروب الثقافة والمعرفة نلتقي.