فيما كشف تقرير نشره موقع scientificamerican أن الضوء غير الطبيعي يؤدي إلى اضطرابات في النوم، مما يؤثر على الصحة، أكد أكاديمي أن الإضاءة الاصطناعية تؤثر سلبا على نمو النبات، حيث تخل بالتوازن الطبيعي بين عمق الجذر وارتفاع النمو الخضري، وهو ما يؤدي إلى سقوط النبات عند هبوب العواصف والرياح. اضطراب في النوم أوضح التقرير أن «الباحثين حصلوا على البيانات الجديدة من إحدى أدوات الأقمار الصناعية لوكالة ناسا، وتسمى أداة التصوير الإشعاعي بواسطة الأشعة تحت الحمراء المرئية أو اختصاراً VIIRS، ويمكن لهذه الأداة قياس الموجات الطويلة للضوء، ولكن هذه الأداة لا تستطيع قياس موجات الضوء الزرقاء القصيرة التي تنتجها مصابيح ال LED»، مشيرا إلى أن الدراسة أثبتت أن هذا الضوء يسبب اضطرابا في دورة نوم الإنسان وسلوك الحيوانات النشطة ليلاً. وأضاف أن «الفريق البحثي يعتقد أن التحول إلى مصابيح الLED جعل دولا مثل الدول الثابتة من حيث الإضاءة مثل إيطاليا وهولندا تُصنف كدول ذات مستويات عالية من الضوء، وعلى العكس، فإن غالبية الدول في أميركا الجنوبية وإفريقيا وآسيا أصبحت مضيئة، مما يشير إلى زيادة استخدام الإنارة التقليدية». شكوك حول مصابيح LED قال فابيو فالشي، وهو باحث في معهد التلوث الضوئي والعلوم والتكنولوجيا في إيطاليا، الذي لم يشارك في الدراسة عام 2016، إن «اكتشاف VIIRS زيادة في إضاءة العديد من الدول حقيقة محزنة». وأبان التقرير بأن كوبا وفالشي نشرتا أطلس خرائط عالميا للإنارة الاصطناعية كشف أن ثلث سكان العالم يعيشون حاليا تحت سماوات شديدة الإضاءة، وهو ما يعيق رؤية الظواهر الفلكية، لدرجة أنه أصبح من الصعب رؤية مجرة درب التبانة في الليل، مشيرا إلى أن البيانات أثارت الشكوك حول فكرة أن ثورة إنارة ال LED ستؤدي إلى توفير تكاليف الطاقة. وأضاف أن «بين عامي 2012 و2016 أنتجت الدول العادية 15 % أكثر من موجات ضوء طويلة، مع زيادة إجمالي إنتاجها المحلي ب13 %، حيث يرتبط إنتاج الضوء للدول بإنتاجها المحلي».
زيادة الإضاءة العالمية ذكر التقرير أن «الإضاءة زادت في جميع أرجاء العالم، ورغم أن الضوء الاصطناعي عادةً ما يعتبر علامة على تقدم حضارات معينة، فإن مجموعة من العلماء يقولون إن الضوء غير الطبيعي سيئ ليس فقط على علماء الفلك، وإنما سيئ كذلك على الحيوانات النشطة ليلًا، وحتى على الصحة البشرية». وأضاف أن «دراسة نشرت في نوفمبر الماضي في مجلة Science Advances كشفت أن الليل أصبح أكثر إضاءةً من عام 2012 إلى عام 2016، وأن المنطقة المضاءة صناعيا من الأرض توسعت حوالي 2.2% في السنة». وقال العالم الرئيسي في الدراسة، الباحث في مركز الأبحاث الألماني للعلوم الجيولوجية في بوتسدام كريستوفر كوبا إن «هذه القياسات استبعدت الضوء القادم من مصابيح ال LED ذات الكفاءة في استخدام الطاقة، والتي حلت محل مصابيح بخار الصوديوم في المدن في أرجاء العالم». تدمير النباتات قال الأستاذ المشارك في جامعة الملك عبدالعزيز قسم البيئة الدكتور محمد المهنا ل«الوطن» إن «الإضاءة الاصطناعية المؤثر السلبي الأول على البيئة، حيث تؤثر على نمو النبات، وتخل بالتوازن الطبيعي بين عمق الجذر وارتفاع النمو الخضري، وهذا يسمح بالنمو بشكل متسارع، وهو ما يؤدي إلى سقوط النبات عند هبوب العواصف والرياح، كما أنها تؤثر كذلك على صحة الإنسان والحيوان على حد سواء»، مشيرا إلى أن كثيرا من طرق المملكة تكون مضاءة طول اليوم رغم عدم ارتيادها بشكل مستمر. وأضاف أن «الإضاءة تخل بالتوازن الطبيعي للكائنات الحية والنبات، فإذا كان التمثيل الضوئي من 6 صباحا إلى 6 مساء، سيستمر إلى 12 ليلا، لتصبح هذه العملية 19 ساعة على الأقل، وهو ما يدمر النمو الطبيعي للنبات»، مطالبا الجهات المعنية بأخذ طبيعة البيئة بالحسبان عند تخطيط المدن. وحدد المهنا 3 عوامل للحفاظ على البيئة، الأول ترشيد استهلاك الإضاءة، فعند انخفاض الحركة يجب أن تنخفض الإضاءة، والثاني دراسة نوعية الإضاءة المستخدمة، فبعض المناطق يكون الغبار فيها بدرجات عالية، ومن المفترض أن يكون ارتفاع أعمدة الإضاءة أقل من المستوى الموجود، والثالث الاستغلال الأمثل للطاقة. من عام 2012 إلى عام 2016 * الليل أصبح أكثر إضاءة * 2.2 % توسع المنطقة المضاءة صناعيا من الأرض في السنة * أنتجت الدول العادية 15 % أكثر من موجات ضوء طويلة * زيادة إجمالي إنتاجها المحلي ب 13 % أضرار الإضاءة الاصطناعية * لها تأثير سيئ على صحة البشر * تؤدي إلى سقوط النبات عند هبوب العواصف والرياح * تسبب اضطرابا في دورة نوم الإنسان * تسبب اضطرابا في سلوك الحيوانات النشطة ليلاً * تعيق رؤية الظواهر الفلكية في الليل * 3 عوامل للحفاظ على البيئة 01 ترشيد استهلاك الإضاءة 02 دراسة نوعية الإضاءة المستخدمة 03 الاستغلال الأمثل للطاقة