أصبحت مشاريع «الأنفاق» في محافظة خميس مشيط هاجسا يؤرق الأهالي وسالكي الطرق، ففي وقت يحاول فيه سكان المحافظة تناسي آلام ومواجع تعثر نفق تقاطع طريق الملك فهد مع الصناعية القديمة «نفق الغروي» لسنوات، تتجدد حالياً فصول معاناة جديدة مع نفق تقاطع طريق الملك فهد مع التحلية والرابط بين مدينتي أبهاوخميس مشيط، حيث أعتاد الأهالي على تسميته «نفق المعارض» لمجاورته لها، فبداية العمل بالمشروع متعثرة لاكتشاف أنابيب للتحلية، ونهايتها متعثرة لاكتشاف «جبل» في أرض المشروع. البداية متعثرة تعود تفاصيل المشروع إلى انطلاقة العمل به في ربيع الآخر عام 1434، بعد أن تأخرت مياه منطقة عسير في ترحيل أنابيب للتحلية التي تعترض أعمال المشروع، في وقت أسند المشروع لإحدى الشركات الوطنية بقيمة عقد تصل إلى نحو 38 مليون ريال. وكان أمير منطقة عسير الأمير فيصل بن خالد قد وقف على المشروع، وأكد أن من أبرز مشكلات بعض المقاولين الوطنيين هي أنهم يتقدمون لمشاريع أكبر من إمكاناتهم، لافتا في تصريحه الإعلامي خلال جولة قام بها لمشاريع المنطقة في ربيع الأول 1437، إلى أن الجولة أظهرت وجود تأخير في تنفيذ مشروع نفق المعارض، وسيتم بحث الأسباب ومعالجتها بشكل عاجل والعمل على إنجاز هذا المشروع الحيوي. جبل يعترض المشروع في وقت قامت الشركة المنفذة للمشروع بحفر النفق بعد ترحيل أنابيب تحلية المياه، وعمل الحواجز الأسمنتية على جانبي النفق، ظهر لمنفذي المشروع جبل بمنتصف النفق، ويحتاج ل«التفجير» بطريقة تضمن سلامة أنابيب مياه التحلية، فيما توقف المقاول عن إكمال المهمة لحاجتها لشركة متخصصة في ذلك. وأكد رئيس المجلس البلدي في خميس مشيط ظافر بن حزام آل فاهدة، أنه من منطلق المسؤوليات أولى المجلس ملف نفق المعارض عناية جادة، حيث عقد اجتماعات، والتقى بالجهات المختصة، وسارع إلى زيارة المسؤولين المعنيين بالمنطقة وخارجها، إضافة إلى إرسال الخطابات الرسمية، أملاً في وضع النفق ضمن الأولويات واستكماله. وأضاف أن المشاريع عامة متوقفة من السنة الماضية تقريباً، فلا يمكن تحميل بلدية المحافظة مسؤولية توقف أو تعثر المشروع نهائياً. خط أحمر بين آل فاهدة، أن وزير الشؤون البلدية والقروية المهندس عبداللطيف آل الشيخ، وقف خلال زيارته للمنطقة الشهر الماضى، مع أعضاء المجلس على مشروع النفق، واستمع إلى الجهود والخطوات المبذولة، واحتياجات المشروع لإنجازه، فوجه أحد مرافقيه إلى وضع «خط أحمر» تحت المشروع، متفائلاً أن يتحقق حلم الأهالي والمسؤولين بإنجاز المشروع الذي يقع في خاصرة طريق الملك فهد الحيوي والرئيس بين مدينتي خميس مشيطوأبها. وأشار إلى أن البلدية تدرك ضرورة الحفاظ على أنابيب «التحلية» الذي يوازي جانب المشروع من الجهة الجنوبية، وأهمية تأمين جسر استنادي يحميها، لافتا إلى أن البلدية لديها مشروع حاليا يستهدف تفجير «الجبل» بطريقة تضمن سلامة الأنابيب، وإنشاء الجسر الاستنادي، كخطوة لتأمين مسار الطريق جنوب المشروع والعمل على توسعته لتسهيل الحركة المرورية. خطورة المسار علمت «الوطن» من مصادر مطلعة أن المشروع وضع في أولويات عمل إدارة مرور خميس مشيط، فوجهت خطابات للعديد من الجهات الحكومية المعنية بالمشروع، أكدت فيها أهمية موقع المشروع الجغرافي، وتأثيره على حركة السير، مما قد يتسبب تأخير انجازه في تفاقم أزمة الحركة المرورية، وخاصة مع موسمي الأمطار والإجازة الصيفية. وأضافت، أن مرور المحافظة، لجأ إلى وضع خطة مرورية للموقع، لضمان تسهيل حركة السير، لاسيما أنه يشهد كثافة عالية للمركبات، وخاصة أوقات الذروة في كلا الاتجاهين، فتم تخصيص دوريات تابعة للمرور بجهتي المشروع «الصاعد والنازل»، لتسهيل الحركة، ومباشرة أي حوادث بشكل عاجل، وحجز الشاحنات الكبيرة إذا استدعت الضرورة. انهيارات وحفريات أكدت المصادر أن إدارة المرور بالتنسيق المستمر مع بلدية المحافظة، وسعت مسار الطريق المتجه من خميس مشيطلأبها، بعد أن تم تأمين جانب النفق بالصبات الخرسانية، فيما ما زال خطر «الانهيارات» و«تشكل الحفر» يهدد سالكي الطريق من الجهة الجنوبية للمشروع بالطريق المتجه من أبها إلى خميس مشيط، لعدم اكتمال الحواجز الأسمنتية وتزيد الخطورة مع هطول الأمطار.