أكد المحلل الاستراتيجي العقيد إبراهيم آل مرعي أن عملية "عاصفة الحزم" التي نفذها التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية لاستعادة الشرعية في اليمن حققت أهدافها سواء من جهة ضرب تحصينات الانقلابيين من جماعة الحوثي الإرهابية وقوات الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح الموالية لها، أو من جهة إحكام الحصار الجوي والبحري على الانقلابيين في الداخل اليمني، فضلا عن تأمين الحدود السعودية ضد أي سلوك عدائي من قبل الجماعة المتمردة. وطالب آل مرعي في تصريحات إلى"الوطن" القبائل اليمنية بسرعة الانضمام إلى الشرعية والوقوف في وجه ميليشيات الحوثي والرئيس المخلوع التي تستهدف تسليم اليمن للأطماع الخارجية، لافتا إلى أهمية الدعم الذي قدمه التحالف للمقاومة الشعبية في اليمن والذي أسهم في تقويض حركة ميليشيات الحوثي وصالح، وجعل وضعها عبثيا، ولا تستطيع تحقيق أية أهداف لها على الأرض. وعد آل مرعي قرار مجلس الأمن رقم 2216 المتعلق باليمن والذي تقدمت به دول الخليج وصوت عليه أعضاء المجلس بأغلبية ساحقة مع امتناع روسيا، أنه يمثل انتصارا كبيرا لعملية عاصفة الحزم وتأكيدا على الإجماع العالمي على سلامة ونظامية موقف السعودية ودول التحالف الذي جاء بطلب الرئيس الشرعي لليمن ونصرة له على من يحاول الاستئثار بالحكم وتهميش بقية أطياف المجتمع اليمني ويسعى إلى زعزعة أمن واستقرار المنطقة. وحول قدرة إيران على كسر الحصار البحري والجوي لمد الحوثيين بالأسلحة قال آل مرعي "إن إيران لا تستطيع مطلقا كسر هذا الحصار، نظرا لأنه ينفذ بطريقه احترافية وتشارك فيه القوات الجوية لدول التحالف بأحدث الطائرة المقاتلة في العالم، كما تقوم القوة البحرية العربية بتنفيذ الحصار البحري بكل اقتدار".وأضاف أن إيران لم تراع السلوك العربي تجاهها بعدم التدخل في شؤونها الداخلية، فيما تنتهج هي سلوكا معاديا لا يراعي حسن الجوار، وأنه "منذ 36 عاما وتحديدا منذ بداية الثورة الإيرانية لم تتورع هذه الدولة عن التدخل في الشأن العربي، وأرى أنه حان الوقت ليتم التعامل بالمثل وردع إيران ومنعها من التدخل في الشأن العربي". وعن أسباب عدم استهداف قوات التحالف لطائرة ميدانية دخلت المجال الجوي اليمني وإجبارها على الهبوط في مطار جازان، قال آل مرعي إن عدم استهداف هذه الطائرة جاء نتيجة لحكمة قيادة التحالف التي غلبت الجانب الإنساني على جانب العمليات، وأضاف "هذا مؤشر قوي على أن عملية عاصفة الحزم هدفت من الأساس إلى نصرة شعب مكلوم وإعادة الشرعية وتحرير اليمن من فئة باغية فاسدة". وحول غموض مواقف بعض القبائل اليمنية تجاه ميليشيات الحوثي وصالح، قال آل مرعي "يمكن أن نعزو ذلك إلى مخاوف هذه القبائل على أسرها وأبنائها من بطش ميليشيات الحوثي والانقلابيين أعوان المخلوع، وبكل تأكيد فإن هذه القبائل سيكون لها في المقبل من الأيام موقف مشرف تعلن من خلاله انضمامها للشرعية، خصوصا مع تعرض هذه الميليشيات الخائنة لضربات قاصمة من قوات التحالف، ما يحد من خطورتها على هذه القبائل". وعن تأثير وجود تنظيم القاعدة في الجنوب في استقرار اليمن، أشار آل مرعي إلى أن" تنظيم القاعدة يعدّ أحد أسباب عدم الاستقرار في اليمن، وأعتقد أنه سيكون من السهولة بعد إنهاء تمرد الانقلابيين والميليشيات الحوثية، ووجود حكومة مركزية قوية باليمن التعامل مع هذا التنظيم".