القراءة الاسقاطية (الانتقائية)

بسم الله الرحمن الرحيم , والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين.... أما بعد
كثيرٌ من متواضعي العلم والمعرفة ومحبي الخير, تجدهم يتسللون الى الكتب , وغالبا ليس لديهم منهج أو خطة علمية منضبطة ؛حتى يتحقق لهم الرسوخ في العلم والفهم ...فتجد من يجتزؤون النص حتى يتوافق مع كلامهم , لا يتورعون في إطلاق الأحكام والإساءة إلى الفضلاء من العلماء والمشايخ والمفكرين , والسبب القراءة الاسقاطية , فكثير مايقع بسببها ,مفاهيم منحرفة ,ومواقف خاطئة ,وفتواى ضالة وظالمة ,فيحصل التخوين, والتضليل , والتسفيه ..خذ مثالا على ذلك (أصحاب التكفير والتفجير الذين يمارسون الأعمال التخريبية , يستندون و يستدلون في إضلال الناس بمقولات لشيخ الاسلام ابن تيمية أخذوها من خلال القراءة الاسقاطية في بطون كتبه ولم يعلموا أنه في آخر حياته قال أنا لا أكفر مسلما فنسخ كل ما قال...الخ) فما هو مفهوم القراءة الاسقاطية ؟
القراءة الاسقاطية (الانتقائية) :هي أن يقرأ القارئ من بطون الكتب ما قد تراجع عنه المؤلف وصاحب الكتاب من حكم أو رأي فقهي أو طريقة أو فكرة ,ثم تبين له الصواب فوضحه في كتبه المتأخرة, فيأتي صاحب القراءة الاسقاطية وينقل أو يستدل أو يتعصب لما تم نسخه من قبل المؤلف لجهل أو حيلة... وهناك معنى آخر قد يتبادر الى الذهن وهو القراءة الاسقاطية (الانتقائية)البعيدة كل البعد عن الموضوعية وهو إسقاط ما بنفسك من ميول وانفعالات وأحكام على ما تقرأ,, ومثال ذلك: أن يحلل النص ويأخذ منه . ما يرى ويعتقد من الأهواء والتصورات التي تخدم ميوله, والإعراض عن باقي الوقائع والحقائق , وهذا غالبا ما يكون بقصد .
أيها القارئ الكريم الذي جعلني أكتب هذه الكلمات عندما قرأت مقطوعة لأحد الأصدقاء, تمثل فكرة صحيحة ولكن يعتريها النقص .. كانت مقطوعة من سياق آخر وهذا الصديق جعلها مفردة بغير نقل السياق الصحيح ,فبالتالي كل من مر وعلق لم ترق له أو بثت عنده شبهة فحصل ما لا يحمد عقباه.
بقلم أبو أيمن 23/9/1432
عبد الله محمد عديان القرشي