حين يبدأ المسؤول المُعيَّن في يومه الأول من مباشرته باستقبال طلبات المواطنين وشكاواهم، فيعني ذلك أنهم وصلوا لدرجة عالية من اليأس بسبب بيروقراطية المديرين السابقين، لدرجة اليقين بأنهم ما كانوا يلتفتون لمطالبهم بحجج متنوعة مثل: الوزارة لم تُدرج المشروع، أو انتظروا اعتماده، أو غيرها من الحجج الواهية، لذا فالمواطنون يبحثون عن بصيص من الأمل لعلهم يجدون شيئاً من طلباتهم وآمالهم مع تمنياتهم أن تتحقق، وهذا الذي حدث بالفعل عند مباشرة مدير عام إدارة الطرق الجديد المهندس عادل فلمبان، ربما فوجئ بطَرْق الأهالي أبواب مكتبه من أول يوم يباشر فيه العمل، وتُدلل أيضاً أن هناك ملفات كثيرة تنتظره وتحتاج إلى نفض الغبار عنها وسرعة معالجتها. ومما يؤكد ذلك الطلبات التي جاءت في أعقاب الخبر المنشور منذ أيام قلائل.. ولما كانت منطقة الباحة ذات بيئة جغرافية متنوعة؛ جبال شامخة وسهول منخفضة وسهوب مستوية، فإن ذلك التنوع التضاريسي يزيد من أعباء وزارة النقل خصوصاً في السفوح الغربية لجبال السروات، حيث توجد مشاريع متعثرة منذ زمن طويل كعقبة سبة، وعقبة الأبناء، وعقبة بيضان، تلك المشاريع أصبحت مثالاً للتعطيل والتأخير، فكلما اقترب الأمل بإنجازها تتسع المسافة الزمنية ليصاب الناس باليأس والإحباط، كون الشركات المنفِّذة ضعيفة الإمكانات أو أن الاعتمادات المالية لا تفي، وكذا يقول الناس، ولديهم الأمل في الاحتفال بتدشينها قريباً تيسيراً للحركة المرورية، وتسهيلاً لانتقال الناس بين القطاعين التهامي والسروي، وهناك طريقان مقترحان -بدأ العمل في تنفيذهما باستحياء- أحدهما يربط شمال المنطقة «محافظة القرى» بمطار العقيق، وآخر يربط جنوب المنطقة «محافظة بلجرشي» بالمطار، وهما حيويان ومهمان، ومن المتوقع تقليصهما المسافة المكانية والمدة الزمنية بين قرى المحافظتين ومطار العقيق، ولا نعلم متى يتم الانتهاء منهما. والحديث الأكثر تداولاً بين سكان الباحة الطريق الدائري، الذي يقول عنه أحد المهندسين إنه سوف يُسهل السير ويفك الاختناقات وينقل الحركة إلى خارج إطار المدينة، وهذا الكلام جميل ومطلوب، إلا أن الطريق أصيب بعدوى بطء التنفيذ رغم المبالغ المالية الضخمة المخصصة له، حيث رُصد أكثر من مليار ريال، وكنت أتمنى عند تحديد مسار الطريق التنبؤ بما سيخلِّفه من أثر بحيث لا يتسبب في حدوث ضرر على الناس، كما حدث لأهالي حي الغمدة وكشفتها الأمطار الأخيرة، حيث ردمت مزارعهم وما تبقى من أشجارهم، والمتوقع أن يُحدث شيئاً من ذلك عند اختراقه غابة الزرقاء الواقعة عند مدخل غابة رغدان، المتنزه الأكبر والأجمل في منطقة الباحة، والأمل أن يؤخذ بعين الاعتبار إنشاء جسر معلق دون المساس بتلك الغابة الصغيرة التي تستقبل أفواج الزوار والمصطافين قبل وصولهم رغدان. أعرف أن هناك ملفات مليئة بطلبات الأهالي وأحلامهم وأمانيهم لدى إدارة الطرق تهم كل محافظة، بل كل قرية، لأن الأهالي يتوقون إلى توفر طرق مُريحة وسهلة، ومن أبرز تلك المطالب التي استشففتها من تعقيبات المواطنين خلال السنوات الماضية، ازدواجية طريق «المندق الباحة»، هذا الطريق يسلكه آلاف من المواطنين على مدار الوقت نظراً للكثافة السكانية العالية، مما يستدعى أن يكون الطريق ضمن أولويات المشاريع التي تعتزم إدارة الطرق تنفيذها، وكذلك الحال في طريق بني عدون وبني حرير وطريق شدا مروراً بوادي مليل، وطريق يبس وغامد الزناد وبالشهم وغيرها. أما بالنسبة لربط المنطقة بالمناطق والمحافظات القريبة، فمن الضروري توسيع وتحسين مسار الطريق الرابط بين الباحة وبيشة، وليكن بديلاً عن الطريق الحالي الذي يشبه الثعبان التواءً وارتفاعاً وهبوطاً، والمسارعة في إنجاز الطريق الذاهب لأبها الذي يخص إدارة الطرق بالباحة، فكل المبررات التي أشار إليها مسؤول سابق غير مقنعة في كون التأخير جاء بسبب إدارات حكومية أخرى، وهل يُعقل أن يمتد وقت التأخير إلى أربع سنوات؟ لا أظن! فوق طاولة مدير عام الطرق والنقل بالباحة الجديد ملفات عديدة، وله أن يتخذ القرار الذي يجعل صورته مضيئة أمام المستفيدين، وهم المواطنون، ولا ننسَى أن الدولة تدفع الأموال الكبيرة وبسخاء، كما قال ذلك الملك عبدالله حفظه الله، وبقي دور الوزارات وما تبعها من إدارات ومصالح حكومية أخرى.