سأحاول ما استطعت الهروب من واقع حرائق التعليم هذا العام بقصتين، لذا سأخرج عن نطاق تعليمنا بعد اقتراح باستحداث مادة تعرّف الطالبات بوسائل السلامة وكيفية التعامل مع حرائق المدارس! ولا بأس من تدعيم الاقتراح بإلزام كل طالبة بإحضار طفاية حريق معها للمدرسة استباقاً لأي مكروه لا سمح الله، مع مراعاة أن تكون طفايات الحريق هذه مناسبة لأعمار الطالبات من ناحية الوزن ليستطعن حملها معهنّ جيئة وذهاباً! على العموم سأتنقّل وإياكم ما بين زيمبابوي وبنجلاديش في رحلة سياحية تعليمية؛ فالخبر الآتي من الدولة الإفريقية يفيد بأن معلمة «زيمبابوية» سجّلت وسيلة عقاب جديدة لتضيفها لوسائل «التأديب» المغذّية! ذلك أنها تخيّر طلابها المشاغبين بعقوبتين وعلى كلّ طالب اختيار ما يناسبه؛ فإما جلده بالعصا مائة جلدة أو القيام برضاعة أحد ثديي هذه المعلمة أو كليهما دفعة واحدة! علماً بأن عدد الرضعات لا يحددها الطالب المشاغب بل معلمته التي لا أشك في أنها تعاني من تزايد «هرمون الحليب»! ومثلها مكانه لا يصلح للمدرسة، بل بإمكان شركات الألبان الاستفادة من هذا الإنتاج الدسم فيما يعود على البشرية بالخير والنفع والغذاء! أما الثانية فهي معلمة صفوف أولية من العاصمة دكا اسمها «ياسمين أخطر» تعمل بمدرسة دينية، وهذا يعني أنها لن تصل إلى مستوى المعلمة الزيمبابوية «المقزز»، لذا اخترعت عقاباً شديداً تحاكي به «عذاب الآخرة» وذلك بكيِّ سيقان تلميذاتها الصغار بالنار عقاباً لهنّ على عدم انتظامهنّ في أداء الصلوات المكتوبة! في الأخير ثمة سؤال موجه إليكم أعزائي القراء: من برأيكم تستحق أن يُطلق عليها «مجرمة حرب» من المعلمتين الفاضلتين؟!