كشفت دراسة أجريت في مؤسسة القلب البريطانية أن واحدا من بين كل أربعة شبان دون سن 25 عاما حول العالم يدخنون الأرجيلة (الشيشة). وانتشرت محلات بيع الشيشة ولوازمها بشكل لافت في كثير من مناطق المملكة خلال السنوات الأخيرة، ويعدها بعض السكان موروثا متجددا، ويقبل عليها الرجال والنساء والمراهقون على السواء، دون معرفة بأضرارها الصحية، ووصل عدد محلات بيع مستلزمات الشيشة في جدة وحدها إلى نحو 650 محلاً. تحديد أوقات البيع ويقترح المواطن فيصل سهاري تحديد أوقات معينة لفتح محلات بيع الشيشة، ويرى في ذلك سببا لإشعار أصحابها بمسؤولية التجارة بالسموم، مبينا أن وجود محلات الشيشة جانب محلات بيع المواد الغذائية خطر كبير. واتفق معه المواطن خالد الدربي، وبين أن انتشارها بهذا الشكل يعطي انطباعا عاما بقبولها من قبل المجتمع في ظل غياب الإشراف التربوي. وأشار جابر عسير إلى انتشار هذه المحلات في أوساط الشباب من الجنسين، خصوصا طلبة المدارس، مشيرا إلى دور الأبوين السلبي في ذلك بتساهلهما. إحكام السيطرة الجمركية واستنكر أستاذ الشريعة ناصر البقمي، عدم وجود مبرر مهم لفتح مجال لمثل هذه التجارة، مشيرا إلى الضرر البليغ من استنشاق الدخان علميا، ويقول» يجب أن يوضع تصنيف معين للمواد الضارة، على أن تعامل جميعها بنفس المعاملة ومكافحتها بذات المستوى، وأرى أن إغلاق محلات بيع الشيشة نهائيا حلا مثاليا، خاصة مع تداولها في السوق السوداء بالتهريب، ويجب أن تكون المكافحة بإحكام السيطرة الجمركية، وهو دور يحتاج إلى وضع ضريبة للمستورد تبدأ من مليون إلى عشرة ملايين، خاصة أن كميات التبغ كبيرة وبأسعار متفاوتة». رفع ضرائب التبغ ونوه البقمي إلى دراسة دول مجلس التعاون، لخطة ترفع نسبة ضرائب التبغ من 100% إلى 200%، مبينا أن المستوردين بعيدون عن الطرق الملتوية، وأن الشركات المستوردة للتبغ هي ذاتها المتعاملة مع الأدوية، وتبلغ ضريبتها من 10 إلى 15%. مشيرا إلى بساطة تطبيق نظام الضرائب على محلات الشيشة، مقترحا وضع عقوبات لمن يبيعها أو يقدمها للأطفال دون سن ال 18 عاما، مع أهمية تحريك القائمين على المتابعة وصرف مبالغ تحفيزية لهم، بحيث يتم القضاء على التجارة في «الشيشة» خلال خمسة أعوام، بداية بزيادة الضرائب، وتفعيل دور الجمارك، إضافة إلى متابعة منع التدخين في الأماكن العامة، والمكاتب والدوائر وغيرها، مع أهمية الاستناد على أمر سام في ذلك. وأشار البقمي إلى خطورة انتشار ظاهرة تدخين الفتيات للشيشة وقال» أصبح في كل شارع محل لبيع لوازم الشيشة، وفي ذلك تشجيع للتدخين، والأفضل القضاء على المشكلة من أساسها لأن الوقاية خير من العلاج». سموم بنكهة الفواكه وحذرت منظمة الصحة العالمية من الأخطار الصحية لتدخين الشيشة (النارجيلة) مبينة أنها تحمل نفس أخطار السجائر. وأضافت أن أبحاثا لاحقة ينبغي أن تجرى لدراسة العلاقة بين «التدخين عبر الماء» وبين عددا من الأمراض القاتلة. وقالت المنظمة في وثيقة نشرت مؤخرا أن«استخدام الشيشة لتدخين التبغ لا يعتبر بديلا آمنا لتدخين السجائر، بعكس التصورات القديمة والاعتقادات الشعبية، فإن الدخان المنبعث من الشيشة يحتوي على عدد من المواد السامة التي يعرف عنها تسببها في حدوث سرطان الرئة وأمراض أخرى». وحذرت مذكرة المنظمة أيضا من أن استخدام الشيشة لتدخين التبغ المطعم بأنواع «المعسلات» وبطعم الفواكه، حيث يعرض الشخص المدخن إلى كمية أكبر من الدخان على مدى أطول، مقارنة بالزمن الذي يقضى في تدخين السجائر. وأظهرت الأبحاث الأولية أن تدخين الشيشة له أخطار مماثلة لتدخين السجائر، بل إنه يمكن أن يشكل مخاطر صحية «فريدة» في نوعها. وبقي استخدام الشيشة لقرون في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وآسيا الوسطى. وازدادت شعبيتها أخيرا في الولاياتالمتحدة وأوروبا والبرازيل، خصوصا بين صفوف طلاب الجامعات من عشاق القهوة! وقالت المنظمة إن هذه التوجهات استندت جزئيا إلى «افتراضات ليس لها أي أساس» حول سلامة تدخين الشيشة. الجلطات القلبية ويرى استشاري الأمراض الصدرية يوسف فليبان في مستشفى الملك عبدالعزيز بجدة، أن الأرجيلة تضر بالصحة كثيرا، وقد يؤدي الإدمان عليها إلى الإصابة بالجلطات القلبية المفاجئة أو أمراض السرطان، مؤكدا أن النارجيلة الواحدة تعادل ضرر 20 سيجارة، وأضاف «من الضروري أن تكون المقاهي بعيدة عن المناطق المزدحمة بالسكان، فالتدخين عن طريق الاستنشاق أكثر ضررا من التدخين بحد ذاته، خاصة لمن يستنشقه من مصابي الأمراض الصدرية». شاب يدخن الأرجيلة ويتصفح الإنترنت (الشرق)
