يوجد حزب الله في ثلاث مناطق رئيسية ومنفصلة في لبنان. الأولى في الجنوب والثانية في البقاع والثالثة في بيروت/ الضاحية الجنوبية. وهي مناطق غير متواصلة جغرافيا، ولعل هذا من أبرز أسباب ضعف حزب الله في لبنان. أما نقطة الضعف الأساسية فتكمن في الهوة الواسعة التي باتت تفصل حزب الله عن معظم المواطنين اللبنانيين الذين كانوا من أنصاره ومؤيديه عندما كانت المعركة ضد إسرائيل.. ورغم أن الانتساب لحزب الله مقتصر على أبناء الطائفة الشيعية حصرا إلا أن المواجهة مع إسرائيل كانت تغطي على سلبيات كثيرة لم تظهر إلا بعد انسحاب إسرائيل من جنوب لبنان وتحول الحزب إلى الساحة الداخلية للعمل لصالح إيران علنا ومن دون أية مواربة. وما زاد من حدة الفرز الطائفي في لبنان موقف حزب الله الطائفي من حكومة المالكي المعروفة بولائها لإيران أيضا وتحالفها مع الغرب عموما والأمريكيين خصوصا. بقيت الأمور تراوح في هذا المستوى إلى أن بدأت انتفاضة الشعب السوري.. وراح حزب الله يعتقل الناشطين السوريين في لبنان ويسلمهم للنظام السوري وخصوصا الجنود المنشقين الفارين إلى لبنان، ولم يقتصر نشاط حزب الله على ذلك وحسب بل أرسل قواته إلى داخل سوريا لمساندة النظام وأظهرت صور الفيديو كل هذه الأمور. أما اليوم فقد بدأت تصفية البؤر المؤيدة للنظام السوري وحزب الله في المناطق السنية في شمال لبنان وبيروت من قبل ناشطين مسلحين فيما ترتفع وتيرة التسلح عند الجميع بمن فيهم المسيحيون المنقسمون بدورهم بين من هو ضد النظام السوري ومن هو مصاب بلوثة الأقليات وفايروس الخوف من الإسلاميين.. هؤلاء مع حزب الله وكأنه غير إسلامي في هذا المقام.