الألم النفسي أحياناً أشد ألماً من الألم الجسدي، فنظرة المجتمع لذوي الإعاقة قد تؤثر في نفسياتهم، النظرة نحوهم بالعطف، والشفقة عليهم، نظرة قاصرة، فالإعاقة ليست مقتصرة على الجسد، فقد يكون هناك شخص سليم الجسد ولكنه يحمل تفكيراً لا يمت للإنسانية والسلام بصلة، وهنا تكمن الإعاقة، التي تعيقه، وتحيِّده عن الطريق الصحيح. كثيرٌ من ذوي الإعاقة يحملون تفكيراً مبدعاً، يبدعون في مجالات مختلفة، ولم توقفهم الإعاقة عن النهوض بأنفسهم، وتحقيق أحلامهم، وهم يحتاجون من المجتمع التشجيع، والتحفيز ليواصلوا مسيرة نجاحاتهم. ولأبرهن على أن ذوي الإعاقة أشخاص مبدعون ومنتجون، سأذكر أشخاصاً وضعوا بصماتهم على مرِّ التاريخ في مختلف التخصصات، والإعاقة لم تكن جداراً عازلاً للوصول إلى طريق النجاح، ومنهم على سبيل الذكر لا الحصر، الأديب طه حسين، فهو رغم أنه كان كفيف البصر إلا أنه حقق نجاحات أدبية كبيرة، والعالم توماس أديسون مكتشف المصباح الكهربائي، عانى من الصمم. إذاً فالإعاقة لا يقف المبدعون والمبتكرون عندها، بل يتخطونها بثقتهم بأنفسهم، وثقة الداعمين لهم. الأشخاص ذوو الإعاقة لهم الحق في دمجهم في المجتمع بتهيئة المدارس والجامعات لهم، وتيسير حركة تنقلاتهم داخل المؤسسات التعليمية وأماكن عملهم، وقد قامت مؤخراً وزارة الشؤون الاجتماعية ببادرة طيبة من خلال تخصيص سيارات «تاكسي لندن» لذوي الاحتياجات الخاصة لتنقلاتهم بين إدارات الوزارة، وهناك أيضاً مواقف سيارات مخصصة لذوي الإعاقة، ووضعت لوحات إرشادية بذلك، ولكن هناك تعدٍّ من بعض الأشخاص على تلك المواقف، وعدم احترام لخصوصية ذوي الإعاقة، وهنا تكمن النظرة القاصرة نحوهم بعدم احترام حقوقهم، والتعدي عليها. ولتغيير نظرة المجتمع نحوهم علينا أولاً احترام حقوق المعاقين، التي أقرتها الدولة في اتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة ومن أهم بنودها: إشراكهم بصورة فاعلة في المجتمع، ومساواتهم مع الأشخاص الآخرين، وإدماجهم بالمجتمع.