خلال الأسبوع الماضي انشغل أهالي منطقة الباحة بزيارتين متزامنتين؛ استناداً إلى أهمية الزوار ومكانتهم الوظيفية، وانطلاقاً من حاجات المواطنين، الذين يستبشرون بكل مسؤولٍ زائر؛ فيأملون وهم يألمون، ويطمحون وهم يحلمون! الزيارة الأولى كانت لوفدٍ من أعضاء «مجلس الشورى»، الذين «تجشموا»، و«تكرموا» وشرفوا المنطقة، ومع كامل التقدير لزيارتهم، التي جاءت تحت شعار «الوقوف على احتياجات المواطنين»، وتنفيذاً للتوجيهات السامية بتبادل الزيارات بين مجلس الشورى ومجالس المناطق، إلا أنّ الأهالي كانوا يتمنون مقابلة «ممثلي الشعب»؛ بصفتهم أول المعنيين بزيارة الوفد، فكان الأولى أن يتاح للمواطنين الالتقاء بالأعضاء الكرام في لقاءٍ مفتوح، ليسمعوا ممن جاءوا لأجلهم بلا وسيطٍ ولا «رقيب»، بدلاً من الاكتفاء بمقابلة مسؤولي بعض الدوائر الحكومية، والقطاعات الخدمية، الحريصين على الظهور بأجمل الصور والحلل، وتغطية مكامن القصور والخلل، ليكون حظ المواطنين من زيارة «الشوريين» مجرد أخبارٍ يقرؤونها، وتصريحاتٍ يسمعونها، وصورٍ تذكاريةٍ يشاهدونها! أما الزيارة الثانية فكانت لمعالي «وزير النقل»، التي أجمل ما فيها أنها كانت سبباً لافتتاح بعض مسارات الطرق بين عشيةٍ وضحاها، بعد أن طال الأمد على المواطنين وهم ينتظرون انتهاء أعمال إصلاحها وتعبيدها، وحيث إنّ برنامج الوزير بدأ بافتتاح «مبنى» فرع وزارته، الذي يشتمل على «مكتبٍ واسعٍ وفخم» لمدير الفرع يكاد يحتل جزءاً كبيراً من أحد طوابقه، فلعل في ذلك فأل خيرٍ للمواطنين الذين قابلوا الوزير بمشقةٍ وعلى «مضض»، لينال بعض طرقهم الضيقة شيئاً من العناية والاهتمام، فلا تزال «طرق الموت» في الباحة تحصد ضحاياها، ومن أهمها «طريق الملك سعود» الذي وعد الوزير في «عام 1431ه» بازدواجيته في خلال عامين من ذلك التاريخ، لتتجدد زيارة معاليه للمنطقة فيما لا يزال ذلك السفاح على حاله، مع بقية الطرق القاتلة كطريق «معشوقة» وطريق «المندق»، بالإضافة إلى المشاريع المتعثرة! ختاماً، كم تتمنى الباحة؛ أن تكون الزيارات القادمة للمسؤولين، تخص الأهالي والمواطنين!