في ليلة الجوهرة المضيئة هب الطابور الذي نعرفه ونراه في كل مناسبة وأنشأوا هاشتاقاً عظيماً كي يُضحكوا به الدنيا على السعوديين المتخلفين؛ فقط لأن الملك عبدالله -حفظه الله- وصف شعبه بالأشقاء، ويبدو أن هذه كارثة كبيرة عند البعض تستوجب تشنيعاً من نوع ما.. يا ساتر يا رب؛ أشقاء؟! لا حول ولا قوة إلا بالله. نسي هؤلاء أو بالأحرى أنستهم سكرة تعمد الإساءة للبلد وحاكمها وثقافتها أن مصطلح أشقاء الذي لم يعجبهم لا يمكن مقارنته أبداً بمصطلح مندسين أو شبيحة أو حتى مناضلين وصامدين أو إخوان شرعية؛ لأنه ببساطة أطهر وأشرف، ولأنه يعبر تماماً عن وضع هؤلاء المواطنين الطيبين الشرفاء. الشقيق عندنا هو أعظم وأنبل صفة من الممكن أن تُطلقها على إنسان لم تلده أمك؛ فما بالكم حينما يقوم ملك بإطلاق ذلك على شعبه كاملاً؟ الحقيقة أننا جميعاً في السعودية أشقاء ولو لم نقل ذلك، ونحب الملك عبدالله ولو لم نرفع أصواتنا كالمجانين بالروح بالدم نفديك.. أظن أنها ثقافة طبيعية وتلقائية جداً لا تكلف فيها، ولذلك هي صادقة. المشكلة الرئيسة لهؤلاء مع الملك عبدالله أن الناس هنا يحبونه ويدعون له بالخير من قلوبهم، ويرونه أباً طيباً يحب الجميع، ويتواضع لهم ويخاطبهم بتلقائية، ومن الصعب على هؤلاء أن يصدقوا كل هذا الحب وهذه التلقائية؛ لأن كل شيء في حياتهم له ثمن مدفوع، وبحسب الرقم يكون الولاء والحب والمنافحة؛ هذا ما تعودوه.