لعل من أصعب الشهور التي يواجهها مريض السكري هو شهر رمضان لأنه شهر يختص بنظام غذائي وجدول زمني مختلف. إذ من اكثر التحديات التي يواجهها مريض السكري هي التذبب والتأرجح في مستوى السكر في الدم وأهم مسببات ذلك هو عدم الانتظام سواء في كميات او نوعيات أو اوقات الطعام أو عدم الانتظام في مواعيد وأوقات تعاطي حقن الإنسولين. ومن المشاكل التي يواجهها طفل السكري في شهر رمضان هو انخفاض مستوى السكر في الدم اثناء الصوم والتي لا تعالج الا بإجبار الطفل على الإفطار مما قد يسبب له حرجاً أمام زملائه. إن التقدم في مجال العلاج بالإنسولين وتوفر نوعيات جديدة من الإنسولين طويل المفعول وقصير المفعول وتوفر وسائل جديده لإعطاء الإنسولين جعل من الأسهل الآن صيام الأطفال البالغين والمصابين بالنوع الأول من السكري الذين يرغبون في الصيام ومشاركة أقرانهم روحانية هذا الشهر الكريم ومن هذه العلاجات الحديثة: 1- مضخة الإنسولين: وأحد اهم مزاياها هي التحكم في كمية الإنسولين المعطاه فمثلاً لو شعر طفل السكري بانخفاض السكر أثناء الصوم فما عليه سوى خفض مستوى وكمية الإنسولين المعطاة عبر المضخة إلى أدنى مستوياتها أو إيقافها لفترة من الزمن وبالتالي لا يلجأ طفل السكري للإفطار ويستطيع إكمال صومه. وقد استطاع اطفال السكري من مستخدمي المضخة الصوم العامين الماضيين من دون مشاكل تذكر. كما أن إحدى مميزاتها هي التحكم في جرعة الإنسولين التي تعطى مع الأكل فهناك جرعات خاصة للوجبات الدهنية أو الوجبات الكربوهيدراتية. 2- إنسولين اللانتوس: إنسولين اللانتوس هو إنسولين صافي لكن طويل المفعول تصل فترة عمله إلى 24 ساعة ويعطى مرة واحدة في اليوم وقبل النوم. يقرن هذا النوع من الإنسولين مع الإنسولين ليسبرو قصير المفعول والذي يعطى قبل الوجبات. أهمية إنسولين اللانتوس هو أنه ليس له اوج عمل بمعنى أنه لا يسبب إنخفاضاً في السكر مقارنه بأنواع الإنسولين الأخرى طويلة المفعول لذا هو مناسب لمرضى السكري من النواع الأول الذين يريدون الصيام. وقد تم مؤخراً بنجاح في مستشفى الملك فيصل التخصصي تجربة استخدام اللانتوس في الأطفال وقد انخفض معدل السكر الشهري كما انخفضت نسبة هبوط السكري لديهم ويتوقع لهؤلاء الأطفال القدره على صيام شهر رمضان اكثر من غيرهم لم يختص له هذا الإنسولين من المحافظة على السكر في مستوى جيد دون انخفاض. 3- إنسولين ليفمر: ويعتبر هذا الا نسولين آخر أنواع الانسولين طويلة المفعول ظهوراً وتداولاً في الأسواق ويمتاز هذا الإنسولين بما يمتاز به انسولين اللانتوس وهو اكثر استقراراً وفعاليه مقارنة بأنواع الإنسولين طويلة المفعول. ويقوم مستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض بمشروع استخدامه في الأطفال في فترة شهر رمضان واثناء الصوم وتجربته لاول مرة في المملكة العربية السعودية وذلك في نطاق محدود وعلى مجموعة معينة من أطفال السكري ومتابعة نسبة حدوث إنخفاض السكر أثناء الصوم. إن توفر هذه الأنواع الحديثة من الإنسولين وقدرتها على خفض معدل هبوط السكر هي خطوة في الاتجاه الصحيح لمرضى السكرى الذي يرغبون في صيام رمضان وأيضاً للحد من انخفاض السكر اثناء النوم والتي تشكل أهم مضاعفات سكري الاطفال الحاده. إن نجاح هذه الوسائل الحديثة لا تغني عن التزام مريض السكري بتحليل السكر المتكرر خاصه اثناء الصوم والاخطار إن لزم الأمر حيث إن ديننا الاسلامي دين يسر. كما أن الالتزام بالنظام الغذائي امر هام وعدم الإفراط في تناول السكريات. وفي نهاية المقال نود لجميع أطفال السكري صوما مقبولاً. * استشاري الغدد الصماء والسكري مستشفى الملك فيصل التخصصي
