مسألة وجود شبكات منظمة تدير المتسولين ليست مجرد وهم كما يعتقد البعض، والدلائل كثيرة. ومنها حكاية شاعر الأثرياء قيس اليمني كما يحب أن يطلق عليه الآخرون والذي استغلت عصابات تهريب المتسولين قصر قامته الذي لا يتجاوز (50) سم تقريبا وموهبته في نظم الشعر وإلقاء القصائد في اختيار بعض الأحياء الراقية في محافظة الدرعية واستهداف قصور بعض الأمراء وبعض كبار الشخصيات والأثرياء لإلقاء القصائد أمام مجالسهم بهدف التسول. فهو أسلوب حديث وطريقة تؤكد أن المتسولين تديرهم عصابات منظمة للتسول وتدربهم على اختيار مواقع التسول والأشخاص المستهدفين بحسب إعاقة المتسول وعمره وجنسه بعد تهريبه لداخل مناطق المملكة ومحافظتها. هذه الحقيقة يكشفها ل "الرياض" شاعر الأثرياء قيس اليمني الذي استغلت عصابات تهريب المتسولين قصر قامته الذي لا يتجاوز (50) سم تقريبا وموهبته في نظم الشعر وإلقاء القصائد في اختيار بعض الأحياء الراقية في محافظة الدرعية واستهداف قصور بعض الأمراء وبعض كبار الشخصيات والأثرياء لإلقاء القصائد أمام مجالسهم بهدف التسول. حكاية الشاعر قيس اليمني (23) عاما واعترافاته ل "الرياض" تؤكد من جديد حقيقة المتسولين وأنه تقف خلفها منظمات تستغل عجزهم وضعفهم للاتجار بهم مقابل مبالغ مالية بعد تدريبهم على بعض الكلمات والأدعية وحفظ القصائد وغيرها من أساليب التواصل مع الآخرين واستدرار عطفهم وحتى اختيار المكان المناسب للمتسول. هناك عصابات تستهدف المعاقين والأطفال باليمن وتهريبهم للتسول بالسعودية يقول قيس اليمني ل "الرياض" عن حكايته مع التسول مع أن ضبطته الأجهزة الأمنية المختصة بشرطة منطقة الرياض أثناء ممارسته للتسول في محافظة الدرعية واستهدافه لعدد من القصور بالمحافظة. كنت أعيش في وضع مادي صعب باليمن ولا أجد عملاً بسبب قصر قامتي وأنا أكبر أشقائي وعددنا ثمانية أشخاص ثلاثة أولاد وخمس بنات جميعهم أصحاء عدا أنا وشقيقة نعاني من قصر القامة وكنا طوال السنوات الماضية نعيش على نفقة والدي قبل وفاته. ويضيف قيس كنت قبل وفاة والدي يأتي لي بعض الأشخاص ويعرضون علي تهريبي للسعودية للعمل معهم في التسول وقالوا لي إن هناك أشخاصاً أثرياء وأمراء سيدفعون لك أموالاً كثيرة ويخلصون ديونك وأنت الآن تعبر عالة على والدك وكنت أخاف أن أطاوعهم وأنضم إليهم، وبعد وفاة والدي ساءت المعيشة وأصبحت لا أجد ما يسد جوعي وأصبح الأشخاص يترددون علي لعلمهم بالظروف المعيشية ويطلبون تهريبي عبر الحدود اليمنية للسعودية وبعد تردد قررت مطاوعتهم وحضر لي اثنان من المهربين اليمنيين وقالوا أنت شخص لديك موهبة الشعر ولديك موهبة في قصر القامة وسوف تكسب الملايين هناك وقاموا بإيصالي لمهربين سعوديين في الحدود مع السعودية بمنطقة حرض مع مجموعة كبيرة من اليمنيين أطفالاً ونساءً وكباراً في السن كان عددنا تقريبا(15) شخصاً وبعد أن تسلمنا المهربون السعوديون وبعد الاتفاق مع المهربين اليمنيين شاهدوا قصر قامتي وكانوا يقومون بتهريب الشخص الواحد مقابل (3000) ريال إلى (2500) ريال لكن أحد المهربين السعوديين ضحك من قصر قامتي وقال ضعوه ضمن العفش مجاناً.. ثم تم تهريبنا من حرض حتى وصلنا للرياض وعندما وصلنا كان هناك أشخاص من الجنسية اليمنية يستقبلوننا في منزل شعبي بحي البطحاء وقاموا بتقسيم الأشخاص وتوزيعهم على الأماكن للعمل في التسول إلا أنا قالوا أنت سوف تذهب لمكان اسمة (الدرعية) هناك قصور أمراء وأثرياء سيدفعون لك أكثر عندما يسمعون قصائدك الشعرية ياقيس، وأحضروا سيارة (أجرة) وأركبوني وذهبت للدرعية وأنزلني أمام أحد القصور وبقيت في المنطقة خمسة أيام حتى ألقت الشرطة القبض علي. وعاد (قيس) ليؤكد ل "الرياض" عن حكايته مع التسول أن هناك عبارات كانت يسمعها أثناء الرحلة يرددها أحد الأشخاص ويرددها الأطفال معه مثل (الله يجزاك خير أنا مسكين) (أنا جائع أعطني ريال) (لم آكل من أمس) (أنا من جازان وظروفي صعبة أنا وأهلي). ويطلب منهم ذكرها عند التسول في السوق وعند إشارات المرور. المهربون قاموا بتهريبي للسعودية مجاناً.. باعتباري قطعة من العفش أما بالنسبة للكبار والمسنين فعملهم يكون في المساجد والنساء عند الإشارات وفي الأسواق. وبسؤال قيس عن دوره هو في التسول قال أنا كنت معروفاً في اليمن بنظم الشعر وكنت أقوم بقول بعض القصائد التي كنت أرجو منها استعطاف الآخرين، وطلبنا من قيس إعطاءنا بعض القصائد التي كان يرددها قبل القبض عليه وقال من تلك القصائد: إله المعوق يا إلهي وسيدي......... دعوتك وظني فيك الرحم يا رحيم إله المساكين أنت فاهم ذا مقصدي..... وأنت الله المعبود وإحنا لك العبيد وأنت الذي عالم بحالي ومعمدي.. ووزن القوى والضعف يالمبدي المعيد تباركت ياصانع الخلق ومولدي....... وكافل برزق العبد يا الخالق الحميد ويا من هديت إنسان لإنسان يهتدي... وتوهب لفعل الخير يا الله من تريد لك الحمد في السراء وفي الضراء زايدي... وفي كل ساعة بدرا جديد يقول المعوق ضقت من قصر ساعدي..وقصر رجلي ما أقدر أشقى ولا أستفيد وعشت الحياة وأنا أسير مقيدي... ضعيف البدن وأيام ما عشتها سعيد وطبعي عزيز النفس والعقل في يدي......ولا به معي راتب ولا رصيد معوق صحيح وإلا العقل والفهم جيدي... وقادر على الإنجاب والأهل والدرب الأكيد. وفي قصيدة أخرى يقول قيس اليمني ل"الرياض": أحمدك وأشكرك يا رازق النمل والذر أبسط لي الستر وأستر من تستر واغفر لي الذنب يا ما أنت للذنب تغفر المعنا يقول في ذاته ليلة تفكر وأفتكر في خصال أربع تفكر لأن بقعاء وما فيها بتغنا وتدمر والغني من بنا في جنة الآخرة له دار وعن آلية تحويل المتسولين للمبالغ المالية التي يتحصلون عليها قال قيس قالوا لي إن هنا مجموعة من اليمنيين يتكفلون بتوصيلها بعد أخذ نسبة عليها وأنا هذه أول تجربة لي في العمل في التسول وتم القبض علي قبل أن أقوم بتحويل أي مبلغ مالي أو أتواصل مع أي شخص. العقيد الشبانة: ضبطنا عصابات تدير المتسولين وتساعدهم على الهروب والتخفي من جانب آخر يؤكد ل "الرياض" حول هذه القضية العقيد بدر بن عبدالعزيز الشبانة رئيس اللجنة الأمنية بمكافحة التسول بمنطقة الرياض إن هناك عصابات تدير بعض المتسولين وتساعدهم على الهروب والتخفي مستغلة أطفالاً ونساء في نشاطها ومنها مثل هذا النموذج كاستغلال قصر قامة الشخص أو إعاقته ووضعة في موقع معين، فالمتسولون عند إشارات المرور يختلفون عن المتسولين في المساجد مثلا أو في الأسواق وهذه ملاحظة يجب التركيز عليها لكشف ألاعيبهم. وبين العقيد الشبانة أنه تم القبض على عدد من تلك العصابات وأحيلت لأقسام الشرطة وطبق بحقها ما يخص نظام مكافحة جرائم الاتجار البشر. وأكد العقيد بدر الشبانة أنه إنفاذا لتوجيهات صاحب السمو الملكي أمير منطقة الرياض الأمير تركي بن عبدالله بن عبدالعزيز وبمتابعة من مدير شرطة منطقة الرياض اللواء سعود بن عبدالعزيز الهلال ونائبه ومدير إدارة الضبط الإداري اللواء عيد العتيبي أن اللجنة الأمنية لمكافحة التسول قائمة بأعمالها اليومية لمتابعة القبض على المتسولين بمختلف منطقة الرياض مرحبا ببلاغات المواطنين والمقيمين حول هذه الظاهر على مدار الساعة. هناك عصابات تستغل ضعفنا وتهربنا للمملكة المهربون اعتبروني ضمن العفش قيس اليمني أثناء إلقائه إحدى قصائده الشهيرة قبل القبض عليه عصابات التهريب استغلت قصر قامتي وتكليف قيس بالتسول أمام قصور الأمراء والأثرياء بالدرعية قالوا لي هناك أثرياء يدفعون لك مبالغ مالية مقابل كل قصيدة تلقيها قررت الدخول للمملكة بعد تفكير أربع سنوات العقيد بدر الشبانة