يتجدد الحديث كل عام، في كل العطلات الصيفية وإجازات الأعياد وكذا العطلات المدرسية والمناسبات، عن هيمنة شبه كاملة للسائح السعودي في دبيالمدينة التي اصبحت الأكثر جذبا للسياح في المنطقة، حيث لا يخلو الحديث بدبي في الأماكن العامة وكذا تقارير وسائل الاعلام سواء المحلية أو الأجنبية عن التوافد القوي للسعوديين، حيث أشار آخر احصاء أن 122 ألف سعودي زاروا دبي خلال عطلة عيد الفطر هذا العام من أصل 1.7 مليون زائر خلال نفس الفترة. وفي هذا الخصوص قال نائب مدير الإدارة العامة للإقامة وشؤون الأجانب في دبي اللواء عبيد مهير بن سرور، إن السعوديين تصدروا المرتبة الأولى في عدد السياح الذين قدموا إلى إمارة دبي خلال فترة عطلة عيد الفطر والفترة التي اعقبتها ليصل اجماليهم إلى 122 ألف زائر. وذكر ذات المتحدث أن بلاده أصبحت نقطة جذب هامة وعالمية للسياحة مؤكدا أنه في عطلة عيد الفطر الماضي قامت الإدارة العامة للإقامة وشؤون الأجانب في دبي بإصدار 1.8 مليون تأشيرة سياحية غير تأشيرات زيارة الأقارب والعمل والإقامات. مراكز التسوق بدبي تبرمج انطلاق فعالياتها تماشياً مع عطلات السعوديين وبلغ عدد الزائرين إلى دبي، 1.7 مليون زائر في نفس الفترة منهم 519 الف زائر عربي، جاء أكثر من نصفهم من الزوار الخليجيين بعدد 263 الف زائر تصدرهم السعوديون الذين بلغ عددهم 122 ألف زائر فيما حل ثانيا السياح من سلطنة عمان وبلغ عددهم 62 الف زائر فيما حل الكويتيون ثالثا من حيث الزوار الخليجيين الى دبي وبلغ عددهم 52 ألف كويتي. وتعتبر السياحة العائلية بدبي من بين أهم مصادر الدخل القومي لقطاع السياحة ومن الطبيعي أن يعول على السياحة العائلية السعودية في انعاش هذا السوق الذي يشهد تناميا كبيرا ليس في المنطقة فحسب بل في العالم أجمع، حيث ورد في أحدث دراسة لغرفة تجارة وصناعة دبي أن حجم السياحة العائلية في العالم بلغ 140 مليار دولار في عام 2013، ومن المتوقع ان ترتفع القيمة السوقية لتصل الى 180 مليار دولار بحلول عام 2018 بمعدل نمو سنوي يبلغ 4.79 في المئة حتى عام 2020، مقارنة بمعدل نمو 3.8 في المئة للسياحة الشاملة. ووفقا للتحليل يسهم سياح دول مجلس التعاون الخليجي بما يقدر ب 31% من حجم الانفاق الاجمالي على الأنشطة السياحية، رغم نسبة الكثافة السكانية المنخفضة في المنطقة، والتي تشكل فقط 3% من المسلمين في العالم. وتعد المملكة أيضا واحدة من أهم مصادر السياحة العائلية، التي مثلت 17.1 مليار دولار أمريكي من حجم الانفاق في 2012. في حين أنفقت الامارات 10.1 مليارات دولار امريكي، مقابل 7.4 مليارات دولار أمريكي للمسافرين من الكويت. نسرين بستاني وفي سياق متصل أظهر مسح أعدته شركة فيزا أن السعوديين يعدون الأكثر إنفاقا عالميا أثناء السفر في الخارج حيث يصل معدل انفاق الفرد منهم 6,666 دولارا أمريكيا للسفرة الواحدة. ومن بين أهم الوجهات التي يفضلها السائح السعودي خلال اقامته بدبي الفنادق بمختلف فئاتها ذات الخمس نجوم أو دون ذلك وفقا للميزانية المرصودة مسبقا لمعدل الانفاق خلال العطلة، ولا تزال المملكة تشكل السوق الرئيسي في دبي حيث أشار آخر احصاء خلال النصف الأول من عام 2014 عن قائمة الأسواق العشرة في الفترة من يناير إلى يونيو 2014 حيث جاءت المملكة في المرتبة الأولى متقدمة عن أسواق عالمية كالهند والمملكة المتحدة والولايات المتحدةالأمريكية وروسيا والصين وإيران وعمانوالكويت وألمانيا. إلى جانب الفنادق والمنتجعات تأتي مراكز التسوق ضمن الوجهات السياحية الأكثر ارتيادا للسائح السعودي، وذلك مرده لعوامل عدة لعل أهمها عامل المناخ خاصة في فصل الصيف الذي تشهد فيه درجات الحرارة معدلات عالية، ما يحتم على السياح عموما ارتياد المراكز لما توفره من أجواء مناخية وترفيهية عالية، بالاضافة إلى متعة التسوق التي توفرها خاصة أثناء الاجازات من خلال الخصومات التي تصل في بعض الأحيان إلى 75% على ماركات عالمية، ما يتيح لمتوسط الدخل من اقتنائها إلى جانب امكانية الفوز بجوائز وامتيازات عقب عملية الشراء من بينها السحوبات الكبرى التي اثبتت احدى الدراسات أنها من أكثر العوامل جذبا للزبون. في استطلاع اجرته جريدة "الرياض" حول نوعية مراكز التسوق التي يفضلها السائح السعودي ذكرت لنا السيدة نسرين بستاني، مديرة العلاقات العامة بالمركز "دبي الخيار الأول للسعوديين، كونها تقدم كل شيء للأسرة، وفيها من مجالات المتعة والترفيه مالا يوجد في غيرها، كما أن تشابه العادات والتقاليد بين الإمارات والسعودية أمر جعلها مفضلة لدى السعوديين، لهذا نجد أعداد المسافرين ترتفع عاماً بعد عام". وعن ارتياد السائح السعودي للمركز أكدت بستاني: "يقدم ميركاتو خلال المهرجانات العروض الترويجية والخصومات المذهلة التي تصل إلى 75% في مجموعة من المتاجر عدا عن الجوائز القيمة الكبرى حيث تستحوذ هذه العروض على اهتمام العديد من زوار ميركاتو وخاصة السياح من الخليج العربي حيث تستهويهم في ميركاتو العديد من الماركات العالمية التي تقدم الحسومات القيمة خلال المهرجانات، كما أن أغلب المتسوقين السعوديين ينجذبون لشراء الماركات الفاخرة، كما أنهم يبحثون على العروض والخصومات الخاصة لذات الماركات". وجدير بذكره أن أغلب مراكز التسوق بدبي تقوم بتنظيم أوقات عملها بما يتماشى مع عطلات السعوديين، كما تحرص على تمديد ساعات العمل بحيث تتيح لهم الاستمتاع بأوقات ترفيهية ممتعة لساعات متأخرة من الليل.
