على جناح حلم وردي طار بي قرار خادم الحرمين الشريفين، لكل مواطن أرض وقرض، حملني لأعانق الحلم للكثيرين من الشباب والكهول وحتى شيوخ مضت أيامهم بأثاث ينقل من بيت لآخر وإيجار يصعد وينخفض ومن جار لجار ومن حي لآخر.. ولإن الشباب همي الجميل والحلم الذي يطوق قلبي، فإن غفوة صحوة تأخذني لعالم الشباب، هناك أوشي الحلم بالبيت الجميل، وبنور الشمس يشرق فيما حوله، وحديقة صغيرة يلعب بها صغار لهم عمر أحفادي، تمتص أشجار الحديقة ضوضاءهم، وتركض عجلات دراجاتهم عبر ممراتها الحجرية، وحبور على أوجه طفولية مشرقة.. حيطان صغيرة مكسوة بالإخضرار، وخضروات في الحديقة بلا كيمياوي ولا مبيدات، وقد فكرت في الماء كثيرا وحيث موارده عندنا تشكو الفقر بشكل متناه، فوجدت حلا جميلا وبسيطا، ماء طاهر يصل من غسيل السيارات والمطبخ، لا يحتاج لتعقيم ولا تعب، وتلك عملية بسيطة كانت أمهاتنا تعملها في الساحة الصغيرة المخصص للمطبخ، ترمي بذور الطماطم، وتتركه بضعة أيام ثم تبدأ تسقيه بماء غسيل الخضار واللحوم، فإذا ماأستوت السيقان والأرواق نقلت النبة لأرض قريبة، وقد تظلله عن لفح الشمس القوي عندما يشتد القيظ وكذا بذور الباذنجان والبطيخ وغيرها. بنفس الطريقة طار الحلم ولكن بطريقة أكبر لحديقة أوسع حيث نجعلها تخضر فيما حول البيت الحلم، والذي يقترب واقعه إن شاء الله.. رسمت في الحلم مرابا صغيرا. وغرفاً واسعة وردهة تجمع الأسر.. الحلم الجميل أحيطه بآيات الرحمن خوفا من خطفه، وأتابع ما يستجد حوله والنقاشات التي تدور عبر الفضائيات، وما تقوله وزارة الإسكان عبر مستشاريها ووزيرها، وما تقوله البلديات وما يقوله المتحدثون.. يطير الحلم بي وينخفض مع كل التكهنات عبر ذاك البرنامج وهذا اللقاء، ثم أبحث عن المواقع وهكذا يستمر حلمي وكأنني أعود سيدة تحلم لنفسها، ولكن كبرت ووسع حلمي الناس جميعا..ليس أبنائي فقط ولا أحفادي فقط.. كل ليلة أضع جنبي الأيمن أقرأ الورد واستمطر رحمة الله لكل مواطن، وأوشي الحلم لهم، يا الله اتذكر عندما كنت في بداية حياتي، كنت أحلم كل ليلة الحلم ذاته إلى أن صار ولله الحمد بين يدي، حتى الآن كلما رأيت سيارة نقل تنقل أثاثا تمنيت أن يكون لبيت ملك.. هو القرض الذي من الدولة خاليا من الأرباح ومن ديدان البنوك التي تمص الدماء من العروق ولمدة تطول وتعرض مع أرباح تضاف قبل أي شيء وتحايل على المحتاج لا يختلف عن تحايل (شايلوك) في (تاجر البندقية).. لعل هنا سؤال يفرض نفسه: هل تتفاهم الدولة مع البنوك بحيث تتحمل الدولة صافي القرض وتسقط البنوك، أرباحها عندما تستلم المبلغ كاملا من الدولة؟ فهل تشارك الدولة المواطن همه، وتريحه من أقساط وديون بنكية ربحية لجأ إليها مجبرا؟ !! والسؤال الآخر والأكبر: متى يقرب الحلم؟ وكيف ينجو من قطاع الطرق وهم يعملون بطرق مختلفة وقد تكون منظمة، فلا يخفى علينا ما حدث مع مشروع القضاء على البطالة، ولا على تأنيث المحلات النسائية..حيث تأخر الحلم كثيرا، أيضا لا ننسى تثبيت الموظفين ذكورا وإناثاً، والحد الأدنى للرواتب.. كل تلك بعضها تعثر حتى اليوم وبعضها نفذ بطريقة عرجاء.. متى يقرب الحلم، ويكون لكل مواطن بيته، وكل مواطن يدخر لدفع قرضه بدلا من أن يكون الحلم بعيدا يركض وراءه وهو يركض عنه.. أخيرا هو حق فهل سيكون شاملا الذكور والإنات؟ فالكل مواطن. الحلم يقرب والأمل يتسع ويدور ليلفنا جميعنا ويزين لنا أياماً قادمة.. شكرا مليكنا وفقك الله ورعاك..