السياحة صناعة المستقبل

يأتي مهرجان هذا العام امتداداً للمهرجانات الصيفية التي تقوم بها المنطقة سنوياً ويتميز هذا العام بأنه بدأ بالتدريج ليشمل باقي محافظات وقرى المنطقة وذلك تأكيداً لمدى أهمية الدور الذي تلعبه هذه الفعاليات في دعم النشاط السياحي الترفيهي والاجتماعي والثقافي، والتي يكتسب من خلالها المجتمع المحلي جزءاً من ثقافته السياحية.. ونحن هنا في منطقة حائل وجدنا أنفسنا نشترك في الرؤى مع الاخوة في الهيئة العليا للسياحة بأهمية خروج هذه الفعاليات بمكتسبات ذات نفع عام وهذا لا يأتي إلا بوجود إدارة كفؤة، ولقد سعدت بقيام الهيئة بإعداد برنامج لتخريج كوادر وطنية كفؤة يحاضر خلاله خبراء من دول لها باع طويل في هذا المجال.
ونحن في منطقة حائل والتي حباها الله بمقومات سياحية مادية وغير مادية تمتد من الطبيعة المميزة والآثار والموروث الشعبي إلى السمات الأخرى للمنطقة تخدمها بنية تحتية جيدة نسعى لاستكمال بعض جوانبها لتأكيد أن المنطقة هي أحد المقاصد السياحية والتي أثبتتها الدراسات التي أعدتها الهيئة العليا للسياحية والهيئة العليا لتطوير منطقة حائل والذي جعلنا وبالتنسيق مع وزارة التخطيط نعتبر قطاع السياحة أحد محاور التنمية الاقتصادية والاجتماعية خاصة وأن الأرقام والحقائق تدفع بنا لاتخاذ مثل هذا القرار، فصناعة السياحة تزداد بنسبة سنوية ثابتة وصلت إلى 4,5٪ خلال الخمسين سنة الماضية وحجمها يشكل الصناعة الأكبر ففي عام 1415ه-1995م قدمت السياحة 3,4 تريليون دولار كمخرجات وساهمت بنسبة 10,9٪ من الناتج المحلي العالمي ووفرت 212 مليون فرصة عمل.. وتتوقع منظمة السياحة العالمية أن يصل عدد السياح في العام 1440ه-2020م 1,6 مليار سائح وحجم العوائد 2 تريليون دولار ومعدل نمو يصل إلى 6٪ غير أن هذه الأرقام وتسابق الدول لاستخدام التكنولوجيا في المهام والأعمال السياحية كالحجز والتسويق والاتصالات والتنظيم والتشريعات لن تجعلنا نغفل عن أهمية صناعة سياحة تلبي الاحتياجات الحالية وتحافظ على الموارد الطبيعية والتاريخية والثقافية وقبلها جميعاً عقيدتنا الإسلامية التي لن يحيدنا عنها أي شيء.. هذا هو توجه الدولة وتوجيه ولاة الأمر - حفظهم الله -.
إنني وفي هذه المناسبة وفي ظل الدعم المباشر لحكومة مولاي خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده وسمو النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء قادة التنمية في البلاد أدعو رجال الأعمال للمساهمة في هذه الصناعة المربحة وسيجدون منا في حائل كل الدعم والمساندة، وأشكر في هذه المناسبة صاحب السمو الملكي الأمين العام للهيئة العليا للسياحة الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز وللقائمين على هذا المهرجان منظمين ومشاركين ورعاة متمنياً التوفيق للجميع.