RSPCA القليل من الغربيين يجهل هذا المختصر. وهو اختصار الجمعية الملكية للرفق بالحيوان (بريطانيا).Royal Society for Prevention Cruelty to Animal. ويعجب المرء من ضخامة رصيدها المالي وتوفر المبالغ لتوظيف المحامين الجيدين الذين باستطاعتهم جلب قضايا القسوة إلى أعلى المستويات, والعابر يرى صناديق التبرع مُثبتة قرب الأسواق الكبيرة، ولها موظفون لجمعها مرة أو مرتين في اليوم. ولفتت تلك المظاهر أحد السعوديين عند زيارته إلى لندن فقرر – وهو ثريّ قادر رحمه الله – أن يُخصص أرضا واسعة مسورة من أراضيه الزراعية لحفظ الحمر السائبة والعناية بها. فأجرى الماء إلى الأرض وقام بتسويرها وأروى فكرته وحماسه لذاك الحيوان الذي كان في يوم من الأيام عضد الإنسان في العيش والكسب الحلال. ومرت على جزيرة العرب عصور كان الحمار وسيلة نقل وركوب وسقيا وحرث. ويذكر أهالي إحدى مدننا حكاية ذلك الرجل الذي وجد نفسه في ضيقة حال لا يكاد معها أن يجد قوته وقوت عياله. متعفف لا يقبل الحسنة. فاقترض مبلغا اشترى به حمارا وصار يعمل بين ساحة وقوف السيارات التي كانت تنقل الأرزاق من الحجاز، وبين مستودعات تجار البلدة أو منازلهم، لأن السيارات الكبيرة لا تصل إلا إلى منطقة محددة. بعد أشهر وجد ذلك الرجل أنه يملك مبلغا من المال يكفي لتسديد ما عليه من دين. ومضت به الحال من حسن إلى أحسن حتى وفّر قسطا لشراء أرض تعاون مع معارفه لبناء منزل من الطين. ولم يغب عن باله إيجاد مكان مناسب لحماره الوديع. وسأجد من يقول أو يُعلق على هذه المقالة بالقول وهل سوّيت كل مشاكل المجتمع لتكتب عن الحمير. فأقول: الله منحها القدر بتكرار ذكرها في التنزيل الحكيم. وأُضيف ألم نك ولا نزال نُكرم الخيل والإبل ونضع باسمها الجوائز الكبيرة والمهرجانات الباذخة ونقول إن ذلك من باب الارتباط بالتراث؟