عندما أردت وضع عنوان لسوانح اليوم.. فكرت بعنوان: إعدام أو مصرع صرصار (أعزكم الله) وأنا أتذكر رواية للأديب الكبير توفيق الحكيم قرأتها قبل ثلاثة عقود أو تزيد.. بعنوان: حمار الحكيم.. والسبب ببساطة أن الشكوى المرضية لمريضة أتت للعيادة.. كانت بسبب صرصار.. وإليكم الحكاية: فثمة جسم غريب استخرجته من أذن مريضة.. قد لا يصدقه من يقرأني.. فقبل الكشف على الأذن كانت المريضة قد أتت للعيادة وهي تشتكي من حكة في أذنها اليمنى.. وعندما سألت المريضة قبل الكشف على أذنها.. متى بدأت المشكلة والحكة والوخز في أذنك.. قالت منذ يومين أو ثلاثة.. فقلت لها ماذا كنت تعملين أثناء ذلك.. قالت استعملت (توكة الشعر) وفي بداية استعمالها (التوكة) كانت الحكة تخف.. لكن الوخز يزداد.. قبل إدخال التوكة في الأذن وأثناءه.. واليوم.. عندما أدخلت التوكة وحركتها.. توقف صوت الوخز فجأة.. فقلت في نفسي قُتل المتسبب وزال الخطر.. وبمساعدة الممرضة كشفت على أذن المريضة.. فهالني ما رأيت.. فقد كان صرصاراً ميتاَ ومتوسط الحجم.. أو صرصرايه.. كما في مسرحية أهلاً يا دكتور لسمير غانم.. أخرجت الصرصار الميت بملقاط وبرفق شديد.. بعد رؤيتي لخدوش في القناة السمعية.. من على بُعد مليمترين أو ثلاثة من طبلة أذن المريضة التي أصابتها (أي طبلة الأذن) بعض الخدوش أيضاً.. حينئذ سألت المريضة أين كنتِ قبل عدة أيام.. وقبل شكواك المرضية.. قالت كنت بصحبة بعض النساء في حديقة الفوطة نفترش الأرض المزروعة بالثيل.. نتسلى باحتساء الشاي و(تقشيم) الفصفص.. فقلت لها ألم تري ذلك الصرصار أثناء مشيه إلى أن دخل أذنك.. قالت والله يادكتور كنت أسمع صوت ذلك الصرصار الذي يتواجد دائماَ في الحدائق.. ويسميه البعض على ما أظن الصرصار الونان.. وما أذكره هو أن شيئاً كان يزحف أو يطير وقع على مقدمة رأسي (تحت الشيله) ظننته فراشة طارت.. وأنا أقوم بنفض وتعديل الشيلة وحك صيوان أذني اليمنى.. رفعت الصرصار الميت بالملقاط لتراه المريضة.. وهي غير مصدقة بأنه كان السبب في الحكة والوخز طيلة يومين أو ثلاثة.. وكثيرة هي قصص الأجسام الغريبة.. لعل من أطرفها أن إحداهن استخرج الطبيب من إحدى أُذنيها (قشام هَبيد) وأشرح بأن القشام هو قشور الفصفص أو الحَب.. أما الهَبيد.. فيعرفنه كبيرات السن فقط.. وإلى سوانح قادمة بإذن الله. *مستشار الطب الوقائي في الخدمات الطبية.. وزارة الداخلية.