يعتبر تناول الأطعمة المحلاة بشراب الذرة عالي الفركتوز أقصر طريق لتخريب الصحة حيث يجعل من السهل الإصابة بالبدانة وبمتلازمة مقاومة الإنسولين وبمتلازمة الأيض، والإصابة بالسكري. فتناول شراب الذرة عالي الفركتوز يسبب ارتفاع الدهون الثلاثية وزيادة الكوليسترول السيىء، وإلى ارتفاع الضغط، وإلى أمراض الكبد. وزيادة على كل ذلك، فإن شراب الذرة عالي الفركتوز يصنّع عادة من ذرة محوّرة وراثياً، والتحوير الوراثي متهم بالتسبب بجملة من المشاكل الصحيّة تتراوح بين الإصابة بالحساسية إلى ضعف الخصوبة. لقد ازداد استهلاك سكر الفواكه (الفركتوز) منذ السبعينيات، حينما ابتدأ تصنيع شراب الذرة عالي الفركتوز، بمقدار 600 إلى 1500% ، وربما يفسر هذا زيادة معدلات السمنة والإصابة بالسكري وأمراض القلب الخ. خلال تلك الفترة. ويعمل الأستاذ الدكتور روبرت لستيج Robert Lustig ، أستاذ طب الأطفال في قسم الغدد الصماء في جامعة كاليفورنيا على تحليل طرق تمثيل الجسم للسكر، خاصة الاختلافات الشديدة في كيفية تفكيك الجسم لأنواع السكر واستفادته منها، حيث يذكر أن العبء الكامل لتمثيل سكر الفواكه يقع على الكبد، بينما لا يقع أكثر من 20% من العبء على الكبد عند تناول الجلوكوز. كما أن كل خلية من الجسم، بما فيها خلايا الدماغ، تستفيد من سكر الجلوكوز، مما يعني ان الجسم يحرق أغلبه. أما سكر الفواكه فيتحول في الكبد إلى أحماض دهنية حرّة وإلى كوليسترول سيىء وإلى دهون ثلاثية تتخزن في الجسم. وسكر الفواكه هو اكثر انواع الكاربوهيدرات جذباً للشحوم فعندما يتناول الإنسان 120 سعرة حرارية من الفركتوز يخزن جسمه منها حوالي 40 سعرة على شكل دهون، أما إذا تناول 120 سعرة حرارية من الجلوكوز، فأقل من سعرة حرارية واحدة يخزنها الجسم كدهن. وتمثيل الكبد لسكر الفواكه ينتج عنه قائمة طويلة من السموم ونواتج الاحتراق مثل حمض اليوريك الذي يتسبب في ارتفاع الضغط. وقد يكون سبب فشل بعض من يعانون البدانة في التخفيف من أوزانهم هو عدم انتباههم إلى نوع السكر الذي يتناولونه إما طبيعياً من خلال الإكثار من تناول الفواكه او عصيرها ، أو من خلال تناولهم سكر الحمية (سكر الفواكه)، أو من خلال عدم انتباههم لمحتويات بعض الأطعمة الجاهزة والمشروبات (الغازيّة والعصيرات ومشروبات الطاقة والشاي المثلج ..الخ) من شراب الذرة عالي الفركتوز.
