قد يعجز اللسان وتجف الألسنة إذا أردت الحديث عن شخصية من الطراز الفريد، وبقامة المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ عبدالله علي كانو - طيب الله ثراه. لقد اختاره المولى عز وجل ليكون بجوار ربه، ونحتسبه عند الله مع الصديقين والأبرار وحسن أولئك رفيقا. ولا أزايد في الحديث على هذا الرجل العظيم، الذي ندر وجوده في عصره وزمانه، ولا أستقي حديثاً عنه من الآخرين إذ عايشته في ليله ونهاره، وسرائه ئ، فإن لم أره يوماً فإنه لا ينقطع الاتصال فيما بيننا على مدار اليوم. ولصلتي الوطيدة به، منذ بداية التحاقي بالشركة في المملكة العربية السعودية عام 1965م، ولقربي الوثيق منه منذ أن كنت أعمل بالميناء.. رأيته رجلاً عصامياً بمعنى الكلمة، يصعد على الباخرة مثله كمثل أي موظف بسيط بل ويقوم بنفسه بعمل هذا الموظف في كثير من الأحيان، ولكثرة تواضعه كان يجلس مع العمال ويتناول الطعام معهم، ويقوم بتوصيلهم من وإلى الميناء، ويوصينا ويحثنا على خدمة العملاء. نهلت منه الكثير، وتعلمت منه الأكثر، فقد كان يرحمه الله ذا نظرة عملية ثاقبة في جميع الأمور، يتريث في اتخاذ القرار، ولا يتعالى في الاستشارة، ويرجع لي في العديد من الأمور، على الرغم من شخصيته القيادية التي كانت تفرض نفسها أينما كانت وحيثما وجدت، وكان دائماً يوصيني بأن أمثل الشركة أمام الجهات المختصة، وأن نكون دوماً في خدمة الدين والمليك والوطن بكل ما هو مستطاع. كان آخر لقاء به اليوم السابق لوفاته، وأوصاني في مكتبه وإن شاء الله نكون بقدر الثقة التي كان يرحمه الله يولينا إياها. كان محباً للعمل الخيري، مقدماً عليه، لا يتوانى في تقديم الدعم والمساعدة والعطاء إلى شتى الجهات وعلى مختلف أوجهها في المملكة العربية السعودية. لقد رحل عنا عبدالله كانو، وترك لنا جيلاً سيظل يستقي منه حتى بعد رحيله، إلا أن أعماله باقية، وستظل مبادئه العملية دروساً تتعلمها الأجيال القادمة، وبارك الله في خلفه وإخوانه والأبناء بعائلة كانو جميعاً، وندعو المولى أن يسكنه الفردوس الأعلى - إنه سميع مجيب. * الوكيل الشرعي والمستشار بشركة يوسف كانو - الدمام