كل عام وأنتم بخير.. بالأمس شاهدت كيف يعبر الناس إلى الشهر الفضيل من خلال عدم الاستعداد او التنظيم الحياتي في هجوم استهلاكي يتكرر في كل الامكنة علي ما يبدو، وكنت واحدة منهم للاسف رغم الاعتقاد بأن نية كل عام بعدم الهرولة المتأخرة للمتاجر سوف تدعمني غير ان هذا لم يحدث. فقد واجهتُ امواجاً من العائلات تتزاحم داخل اكبر مراكز التسوق واهمها في المدينة غير عابئة بنظام الطابور او التقيد بكمية الاشياء المتراكمة في الترولي وهنا لم اجدني معهم والحمدلله. غير ان فرط الزحام جعلني وابنتي نكاد نلتصق بثلاجة منعزلة كي لا نطير بينما اخذت عاملتنا تسير بعربة التسوق إلى آخر الطابور، وحينما هجمت قوافل المتسوقات وهي تحاول كسر الخط متجاهلة الفوضى التي تحدثها ظهر رجل أمن يؤشر هادئاً لهن بالتراجع . فزاد الضجيج وهن يجادلن الامر. شعرت بالحرج بالنيابة . ما هذه المفاهيم التي نتمسك بها ضد النظام واحترام الاخرين إن كنا نريد امورنا ان تسير .. كيف يرانا الناس ؟ * * * * في تجاربنا الحياتية نجد أننا نشكو التنوع الغذائي المفروض علينا بسبب اختلاف تذوق وخيارات افراد الاسرة . يحدث هذا في شهور السنة المعتادة ولكن في الشهر الفضيل تتقارب الخيارات قليلا على الاقل فيما يخص أطعمة الافطار المعتادة ولكنني ما زلت لا أفهم ظاهرة المعارك التي تحدث بسبب الفول الذي يقال بأنه زعيم المائدة الرمضانية وكيف أنه يختلف في جودته من مكان لآخر ، مع احترامي بالطبع لاهميته وخصوصيته الغذائية بس الحرب من أجله ؟ * * * * أخبرتني صديقة بأنها ذهبت لأداء العمرة في اواخر شهر شعبان وكان الزحام متوقعاً في الحرم المكي خاصة عند الطواف ورغم الطقس الحار والرطوبة إلا أن كل شيء تيسّر والحمد لله وتقول إن شرب ماء زمزم اثناء السعي بدا منعشا وحفزها بالطاقة بشكل لا يمنحها شرب المياه الصحية ، سبحان الله، وعندما انتهوا ووقفت تتأمل الكعبة وروحانية هائلة تملأ المكان ووجدان الناس، انساب التأملُ طاغياً ولم تشعر بالضيق من الحرارة او الرطوبة. الآن نسمع عن تبريد السعي بالمكيفات . ولم يخطر في بالنا هذه الاضافات والرعاية الجميلة التي ينثرها هذا الاهتمام لزوار بيت الله. ترى ماذا سيكون إحساس المعتمرين عندها ؟ * * * * قبل أسبوع زارتنا عائلة قريبة من الخليج وأثناء استضافتنا الاجتماعية تبادلنا المعلومات عن طريقة اعداد بعض الاطعمة ( شؤون نسائية كالعادة ) أدهشني تفاوت الاساليب رغم الانفتاح العصري ومشورة النت المعتمدة ، ولكن يبدو أننا نطوّع ما نتلقى لما اعتدنا عليه ونفضله . سألتها هل تأكلون طعاماً خفيفا على الفطور ام العكس ؟ قالت لا ليس خفيفا بل اطباق عادية بعد الشوربة والمعجنات قلت إذن السحور خفيف قالت لا السحور أيضا نعد فيه الكبسة وغيرها من الاطباق فكرت عما تعلمناه عن اختيار الخفيف من الاطعمة ولكننى بالصدفة قرأت موضوعا عن الخيارات الصحية في شهر رمضان قيل فيه إن تناول الارز على السحور أسلوب صحي ومفضل .. هل هذا صحيح ام أن الأمر يتعلق بروتين ما يعتاده البعض ؟ مرة أخرى كل عام وأنتم بخير ورمضان كريم .