تمام سعادة الإنسان عندما يجد أفكاره الجيدة والنافعة تتحول إلى واقع ملموس وتشهد تطوراً ملحوظاً من حينٍ إلى آخر ، في ظل هذا الإطار وعلى هذا الأساس كانت بداية قصة "أصدقاء البيئة بالغاط" إذ تبنى مجموعة من الأخوان في محافظة الغاط ممن لديهم اهتمامات بحماية البيئة وتنميتها فكرة تكوين لجنة بمسمى أصدقاء البيئة هدفها الأول والسامي غرس مفهوم أهمية الحفاظ على البيئة في نفوس الناشئة إذ إنهم أدركوا أن واجبهم وجهدهم تجاه البيئة هو جهد بسيط وشعور داخلي بأهمية المحافظة عليها لضمان استمرارية قدرة الطبيعة على مؤازرة التنمية البشرية فبدأت هذه اللجنة بإمكانيات بسيطة عبر حملات تُقام سنوياً تحظى برعاية كريمة من قبل أصحاب السمو والمعالي ، فكانت بداية العمل وفي أول حملة أُقيمت في المنطقة الواقعة خلف سد الغاط والتي تضم في جنباتها " عيون مياه طبيعية " ويمثل بيئة فريدة غنية بالتنوع الحيوي ويحوي عددا من النباتات النادرة . وكان الرعي الجائر والاحتطاب وإتلاف الغطاء النباتي لأسباب عديدة أهمها عدم الوعي البيئي ساهمت بحد كبير بأن تكون هذه المنطقة مهملة، ولكن تفاعل أهالي الغاط مع حماية البيئة والحفاظ على هذه المنطقة كان ملحوظاً وساهم الجميع في حماية هذه المنطقة وإعادة تأهيلها . وكان التفاعل الكبير من قبل أبناء المحافظة وخاصةً الناشئة على تفعيل نشاطات اللجنة والاستمرار في إقامة الحملات حتى أصبحت تظاهرة سنوية لتكثيف التوعية وعلى مدار العام لدى الجميع حسياً ومعنوياً لأداء رسالة دائمة وسامية تجاه البيئة لتشمل تنظيف متنزهات المحافظة وزراعة الأشجار والحد من الاحتطاب الجائر ، وقد توجت جهود اللجنة في حماية المنطقة الواقعة خلف سد الغاط من الرعي والاحتطاب ليتم اختيارها كمنتزه وطني للغاط ويحصل على المركز الأول على مستوى المملكة لإقامة النُزل البيئية الريفية . وقد حظيت اللجنة بموافقة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز على تحويل مسمى لجنة أصدقاء البيئة إلى مركز الأمير سلطان بن عبدالعزيز البيئي ليساهم في رفع مستوى الوعي لدى المجتمع إذ لا تزال الحاجة ملحة إلى تكثيف التوعية بالحفاظ على ما تبقى من مكونات بيئتنا. وامتداداً لتلك الجهود حظيت الغاط باعتماد فرع للجنة البيئة السعودية لتكون رافداً آخر في الحفاظ على البيئة ، وفي الختام نؤكد للجميع بأن أبناء الغاط قد أخذوا عهداً في الحفاظ على البيئة وحمايتها وتعهدها وتنميتها ، آملين أن نكون قد وفقنا في تسليط الضوء على جهود هذه اللجنة ومراحل تطورها بما يعكس البعد الثقافي البيئي لدى أبناء الغاط . * وكيل محافظة الغاط