هل سمعتم عن أستاذ لهندسة الكهرباء يستدعي عاملاً كهربائيا لإصلاح عطل كهربائي حدث في بيته ، أو أستاذ في ميكانيكا السيارات يعجز عن إصلاح خلل في سيارته؟ لابد أنكم سمعتم عن ذلك ، ولابد أنكم مثلي تعجزون عن القيام بأي إصلاح في البيت ، ودعوني أحكِ لكم هذه الحكاية ، خربت أكرة أحد الأبواب في بيتي في باريس ، فذهبت لشراء واحدة وسألت صاحب المحل ليدلني على شخص يقوم بتركيبها فنظر إلي غير مصدق ، وعندما أكدت له حاجتي لهذا الشخص ضحك قائلا إن تركيبها سهل وشرح لي ذلك ، وعندما رجعت إلى البيت حاولت أن أركبها فعجزت عن ذلك ، فاستدعيت عاملا ، وكانت أجرته أعلى من ثمن الأكرة ، وقد لاحظت أن الفرنسيين يقومون بكل الإصلاحات الضرورية في بيوتهم ، ولهذا كتبتُ غير مقال في صحيفة الرياض طالبت فيه الآباء بتعليم أبنائهم وبناتهم المهارات الأساسية ، وقد قرأت اليوم أن وزارة التربية والتعليم أدخلت منهجا جديدا تحت مسمى التربية البدنية يتيح لتلاميذ المرحلتين الابتدائية والمتوسطة تعلم مهن الكهرباء والسباكة والنجارة ، وذلك في نطاق مشروعها الشامل لتطوير المناهج في المرحلتين المذكورتين ، كما أقرت الوزارة إدخال مادة الحاسب الآلي في المرحلة المتوسطة ، وهذا ما كنا نأمل تحقيقه ليس لتخريج نجارين أو سباكين ، ولكن لأن تعلم المهارات الأساسية يساعدهم بعد ذلك على دراستهم العملية سواء في الهندسة أو الكهرباء ، ولا يحتاجون إلى أي تدريب بعد التخرج ، كما أنهم لن يستدعوا كهربائيا أو سباكا للقيام بإصلاحات في بيوتهم .
