ابتهجت النفوس وسُرت الأفئدة عندما شاهدت التنافس على كتاب الله، أعاجم يترنمون القرآن الكريم بأصوات عذبة وتلاوات جميلة ويحفظون سنّة النبي صلى الله عليه وسلم في مسابقة امتازت بالرعاية والدعم من رجل البذل والسخاء. «سلطان الخير» إنها مسابقة الأمير سلطان بن عبدالعزيز لحفظ القرآن الكريم والسنّة النبوية لدول جنوب شرق آسيا لعامها الثالث. إذ لا أجل وأعظم من العمل في ميدان القرآن الكريم وخدمة أهله ونيل شرف الدعم لحفظة القرآن الكريم، وإن مثل هذه الأعمال المباركة ودعمها ومساندتها لهو أمر يثلج الصدور ولقد رحبت جمهورية اندونيسيا بالوفد السعودي أجمل ترحيب واحتضنت مسابقة نالت الشرف برعايتها وانطلقت من مهد بلادها فالقرآن الكريم كله بركة، ومن بركاته هذه اللحمة وهذا الاجتماع وتلك المحبة التي تواصل فيها الوفد السعودي مع اخوانهم في جمهورية اندونيسيا للمشاركة في هذه المناسبة التي أظهرت ولله الحمد اللحمة والترابط الإسلامي بين البلدين قيادة وشعباً وحظيت برعاية صاحب الفخامة رئيس الجمهورية الاندونيسية الذي كرم الفائزين ونالوا شرف السلام على فخامته. فقد شارك في هذا العام (115) متسابقاً من دول آسيان (اندونيسيا، وسنغافورة، وماليزيا، وبروناي، وكمبوديا، وفيتنام، وميانمار، وتايلند، والفلبين، ولادس، وكازاخستان، وأوزبكستان، وطاجكستان) وتنافسوا على حفظ القرآن الكريم في خمسة فروع ابتداء من حفظ القرآن الكريم كاملاً حتى خمسة أجزاء وحفظ السنة النبوية مع أسانيدها، فهنيئاً لمن دعم وساند مثل هذه الأعمال المباركة التي تعنى بالقرآن الكريم وعلى رأسهم صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز راعي هذه الجائزة والداعم الأساس لها منذ انطلاقتها فهنيئاً لكم يا سمو الأمير على دعم القرآن الكريم وأهله لنيل شرف الخيرية التي قال عنها النبي صلى الله عليه وسلم (خيركم من تعلم القرآن وعلمه). وبفضل من الله تعالى وتوفيقه كانت هذه المسابقة محل عناية من سموه الكريم حيث تكفل -حفظه الله- بجوائزها وسائر تكاليفها ومصروفاتها على نفقة سموه الخاصة ابتغاء ما عند الله وايماناً منه بأن يعلي شأن أهل القرآن الكريم فله منا الدعاء بأن يبارك له في ماله وعمره وأن يسبغ عليه العافية وأن يمده بتوفيق منه ويجزيه خير الجزاء لقاء هذا الدعم لتشجيع ابناء دول جنوب شرق آسيا وليس بمستغرب على سموه هذا العطاء وهذا الكرم فيده دائماً تمتد إلى خدمة الإسلام والمسلمين وفي كل مكان من العالم، وهنيئاً لإخواننا الاندونيسيين واللجان المنظمة لهذه المسابقة الذين قاموا بالتنظيم وبذلوا قصارى جهدهم للنهوض بمستوى المسابقة دعماً وتنظيماً وتطويراً. وإن مثل هذه المسابقات القرآنية تحيي في النفوس الهمم للتنافس على حفظ كتاب الله وسنّة نبيه صلى الله عليه وسلم ليكونوا من أهل القرآن خادمين للإسلام نافعين لمجتمعاتهم وفق المنهج السليم والدين القويم. وإن الأمانة العامة لمسابقة القرآن الكريم بوزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد تتقدم بالشكر ووافر الامتنان لكل من أسهم في هذه المسابقة تنظيماً وترتيباً وتنفيذاً. * الأمين العام لمسابقة القرآن الكريم المحلية والدولية مستشار اللجنة التنفيذية بمسابقة الأمير سلطان