اجتمع وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان خلال الأيام الماضية بسفراء إسرائيل في الخارج. وأراد من هذا الاجتماع إبلاغهم بالأجزاء المنسية من السياسة الخارجية الإسرائيلية. ويبدو أن ليبرمان يسعى جاهداً لإعادة إسرائيل الى الأيام السيئة ل" العالم كله ضدنا" و " لا يوجد شريك نتحدث معه". إن وزير الخارجية هو الشخص المؤتمن على تدعيم موقف إسرائيل في العالم وإظهارها كدولة تواقة للسلام. أما إظهارها بمظهر البلطجي فهذا مخجل جداً. ليبرمان شخصية غير مرحب بها في العديد من الدول المهمة في الشرق الأوسط وأوروبا. وحول الكرسي الذي جلس عليه أشخاص مثل موشيه شاريت ، غولدا مائير، آبا إيبان، يغئال ألون، موشيه دايان، شمعون بيريس وإسحاق شامير، الى كرسي للعابثين والمهرجين. ففي الوقت الذي يجهد كل من رئيس الدولة ووزير الدفاع لترميم العلاقات الإستراتيجية مع تركيا، يُغلق وزير الخارجية وبكل عجرفة النافذة التي فتحتها هذه الدولة الإسلامية المهمة مع سورية. وعشية زيارة رئيس الحكومة نتنياهو لمصر في محاولة لكسر الجمود المستمر في التواصل مع الفلسطينيين، سارع ليبرمان الى وصف السلطة الفلسطينية ب "مجموعة مخربين". أما الدول العربية التي قدمت منذ العام 2002 مبادرة لتطبيع العلاقات مع إسرائيل فهي برأي ليبرمان "غارقة في الوهم". وبعد مرور عدة أيام فقط على إعلان رئيس السلطة أبو مازن بان اتفاق سلام على أساس حدود العام 1967 من شأنه أن يقلص المطالبات من إسرائيل، تفتق ذهن وزير الخارجية ليبرمان عن نتيجة مفادها بأنه حتى العودة الى ما وراء الخط الأخضر لن تُنهي الصراع. وسبق أن أوضح ليبرمان للعاملين في وزارته بان نظرته للعالم تتوافق مع السياسة الخارجية لحكومة إسرائيل. وفي صبيحة اليوم التالي بشرهم نتنياهو بان الظروف باتت مواتية لاستئناف المفاوضات مع الفلسطينيين. والأمر ليس متعلقاً بخلافات بين السياسيين، بل الحقيقة أن هذه الرسائل المتضاربة تُظهر إسرائيل على أنها تُدار من قبل حكومة تسير وهي نائمة وتخدع مواطنيها، وتخدع جيرانها وأصدقاءها في العالم. كان يجب على إسرائيل أن لا تسمح لسياسي متطرف وعديم المسؤولية مثل ليبرمان بان يكون هو واجهتها في العالم. ومع مرور الأيام يتضح أكثر فأكثر بأن تعيينه وزيراً للخارجية واحد من الأخطاء الخطيرة لنتنياهو. وعليه إذا أراد رئيس الحكومة فعلاً التقاط مبادرات السلام والسير الى الأمام وأن يكون نزيهاً في تعامله أمام العالم، فعليه أن يُصلح خطأه ويُبعد ليبرمان عن وزارة الخارجية. افتتاحية "هآرتس"