لا نريد تقدير البلاء قبل وقوعه ، ونسأل الله وندعوه ونبتهل ألا يرينا مكروها في فلذات أكبادنا التي تخطو كل صباح إلى مدارسها وجامعاتها ترنو إلى المستقبل وتسعى للعلم ، لكننا أيضا لا نحب أن نكون آخر من يتحرك وآخر من يصل وآخر من يدير أزمة .. الشتاء قادم والإنفلونزا داء ينتشر بسرعة بمجرد التنفس ومدارسنا تشكو زحاما وفقرا مدقعا في الاستعدادات والتجهيزات ، ونعم على رأسي جهود وزارة الصحة ووزارة التعليم بقطاعها الصحي في مكافحة انتشار العدوى، لكنني لن أهمل دور وزارة الثقافة والإعلام في هذه الحملة حتى الآن ، فالمسألة ليست مجرد رسائل توعوية - رغم أهميتها - وإنما لوزارة ووسائل الإعلام دورا اكبر واخذاً أكثر حزما بزمام المبادرة .. ولنبدأ بسؤال بسيط للغاية .. ماذا لو انتشر الوباء - لا قدر الله - بين طلبة وطالبات المدارس بما يستدعي جلوسهم في المنازل وإقفال المدارس ؟ سؤال صعب وصادم ومؤلم لكنه سؤال واجب ويجب أن نسأله وأن نتفنن في ابتكار وسائل الإجابة عنه .. الحل ببساطة يكمن في مدرسة خاصة لكل طالب تصل إليه وهو في بيته أو معزله أو على فراشه .. وهذه المدرسة الخاصة ليست أكثر من قناة تعليمية تبث بشكل علمي وعملي مدروس وفقا لمناهج وطرق تدريس المدارس العادية ، تعطي المناهج الحكومية ويمكن الاعتماد عليها تماما في تعليم أبنائنا بكافة مراحلهم ،الابتدائية والمتوسطة والثانوية حتى الجامعية وقت اللزوم .. قناة واحدة تبث في أوقات مختلفة للمراحل تبعا للتقسيم الزمني أو عدة قنوات لكل مرحلة قناة ، يقدم برامجها أساتذة متخصصون وتنظم برامجها بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم ويمكن أن تربط الطالب بها عبر استخدام البريد الإلكتروني ، بل وحتى باستخدام الصحف اليومية التي يمكن أيضا أن تخصص صفحات تعليمية تعمل كمنظومة واحدة تحت إشراف وزارة التربية والتعليم .. ويمكن أيضا للتعليم عن بعد عبر استخدام شبكة الانترنت أن يجدي نفعا مع الطلبة الكبار.. الثانوي والجامعي مثلا .. المهم أن توضع هذه الخطط موضع التنفيذ بأسرع وقت عند اللزوم بحيث لا تؤثر أي أزمة في سير العام الدراسي .. هذا ما اعتقد انه الدور الأهم للإعلام ولوزارة الإعلام في أزمة الإنفلونزا .. وقانا الله وإياكم شرها وأبعد عنا عدواها وانتشارها ..