يرى كثيرون أن المجالس العائلية التي تجمع الأقارب في المناسبات فقدت أهميتها وفائدتها بشكل كبير، معيدين ذلك إلى فقدان عنصر الترابط في المجلس، وانشغال البعض بحديث جانبي يثير استياء الآخرين، إلى جانب انشغال البعض الآخر بالهاتف الجوال وإرسال الرسائل ومشاهدة مقاطع «البلوتوث» والتعليق عليها، مما يتسبب في إحداث فوضى في المجلس، وأكثر من يتأثر هم كبار السن الذين يطمحون من حضورهم لهذه المجالس إلى سماع نقاش هادف يخدم العائلة، أو حديث مفيد، أو الأخبار العامة وشؤون العائلة. وكان للمجالس العائلية تنظيم يستفيد منه الصغير قبل الكبير، من خلال الاستفادة من تجارب كبار السن وحديثهم عن الحياة وتبادل النقاش بأسلوب منظم، مع وجود أحاديث الدعابة التي تريح النفس وتضفي روح المرح على الحضور. قال محمد بن ناصر (70عاما): لم تكن مجالس العائلة بالشكل الذي نراه اليوم، واعتبر مايحدث الآن نوعاً من الفوضى، لذا نحن نحضر حاليا من اجل صلة الرحم فقط، لذا نقوم بوضع جلسات دورية لنا نحن كبار السن بشكل أسبوعي نجد فيها الترويح والفائدة، وأتذكر أنني حضرت مجلس للعائلة في إحدى المناسبات وخرجت منه ولم انطق بكلمة واحدة سوى السؤل عن الأحوال، وبقيت انظر إلى الشباب وهم يتبادلون المقاطع والصور بالجوال وضحكاتهم ترتفع بين لحظة وأخرى، وآخرين انشغلوا بملاعبة أطفالهم حتى تأخذ الأمهات راحتهن في الجلسة إذاً كيف يستفيد مثلي من هذه الجلسات. كما قال حمود بن سلطان: أوضاع المجالس تغيرت بشكل كبير وأصبحت الاستفادة منها ضعيفة، رغم أنها الملتقى المهم، ويعود ذلك إلى تساهل البعض في توجيه الشباب إلى آداب المجالس المتعارف عليها منذ القدم، كما قضت الجوالات على نكهة المجلس من خلال تبادل الرسائل والتعليق عليها، والمجلس العائلي قد لاتتجاوز مدته ساعة، والواجب أن يستفيد منه الحضور في أمور ايجابية تعود بالنفع على الحضور كباراً وصغاراً. وأشار محمد السبيعي إلى أن المجالس العائلية التي يحضرها كبار السن هي بمثابة المدارس التي تؤخذ منها التجارب والخبرات وأحوال الناس قديماً وغيرها من الأمور الايجابية، وقال: لذا انصح الشباب بالتقيد بالوضع الصحيح للمجلس والابتعاد عن الأحاديث المختصرة أو الانشغال بالجوالات، التي أثرت بشكل كبير على مجالسنا وكأننا نجتمع من أجل تبادل الرسائل والبلوتوث. من جانبه، قال الشاب علي الدوسري: بعض الشباب يتحدث مع صديقه عندما يكون في أخر المجلس بالجوال، ويدور بينهم أحاديث تزعج المجاورين لهم في المجلس العائلي، وأنا اعتبر هذه أنانية وعدم التزام بآداب المجلس، كما أزيدك أن بعض صغار السن والشباب يتحدث بالهاتف، وعندما يدخل المجلس احد الحضور ويبدأ بالسلام تجد أن بعض الشباب يواصل حديثه بالهاتف النقال وهو يصافح قريبه دون تبادل السلام والسؤال عن الأحوال. وعن أهمية توجيه الصغار حول آداب المجالس، قال سعد بن حمد الحمود: هذه المسؤولية تقع على الأب والأم، ولابد من تعليم الصغير آداب المجلس وكيفية الاستفادة من الحضور الجماعي للعائلة، مضيفاً: معظم الخبرات والتجارب وأحوال الناس تعلمناها في المجالس من كبار السن، كما يمكن معرفة أمور يجهلها الجيل الجديد إذا تم ترتيب المجلس والحديث فيه.