أولت قوة دفاع المملكة اهتمامًا خاصًا للعنصر النسائي، ويرجع ذلك إلى سببين رئيسين؛ الأول يتجلى في الهمة اللافتة التي تتحلى بها المرأة السعودية منذ الفجر الباكر لتاريخ هذا الوطن وعزيمتها ومثابرتها اللتين تجعلانها تتصدر قوافل حاملي راية العلم والعمل في الوطن، أمّا الثاني فيكمن في العناية الفائقة التي توليها القيادة الرشيدة لتنمية وتطوير قدرات المرأة السعودية. وتتركز هذه الرعاية على رعاية طموحها، ودعم اجتهادها وسعيها لاقتحام ميادين العمل المختلفة، وخاصة في المجال العسكري الذي ظل لفترة طويلة محصورًا في يد الرجال، فالمرأة السعودية أسهمت بجدارة وإبداع في جميع القطاعات والمجالات، لتقدم قيمة مضافة للمؤسسة العسكرية والمجتمع بأسره. قوة فاعلة وتألقت المرأة السعودية بمشاركتها الفعالة إلى جانب الرجل في بناء وطننا العظيم، وهذا الإنجاز كان دافعًا لولي العهد الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله- لتوفير المزيد من الفرص وفتح العديد من المجالات أمامها، حيث انخرطت المرأة في رتب عسكرية بأجهزة الأمن العام، مثل مكافحة المخدرات وأقسام السجون، وكذلك في أقسام النيابة العامة مثل التحري والتحقيق والمحاكم، وتوسع عملها أيضًا ليشمل مجالات مثل الجمارك، حيث تلعب دورًا في نقاط تفتيش نسائية، وكذلك في الحراسات الأمنية بالأسواق والمستشفيات الحكومية والأهلية، لتقديم خدمات للنساء والمساهمة في تقليل الجرائم التي تشارك فيها النساء كأطراف، ومع سماحها بقيادة السيارة، أصبحت المرأة قوة فعّالة في إدارة المرور، وبات وجودها في هذا القطاع ضروريًا. إدارة سجون وشكّلت إدارة السجون البوابة الأولى لدخول المرأة السعودية إلى الوظائف العسكرية، وتعمل على توظيفها في دورين رئيسين، كسجانة وعسكرية، بالإضافة إلى الفرص الوظيفية في المجال المدني، وتقوم هذه الإدارة بتنويع الأدوار، حيث تشمل مسؤولياتها الإشراف على الأمان، إدارة المعاملات السجنية للنساء، ورعاية البرامج الإصلاحية المخصصة لهن، وفي إطار تطوير الموظفات، أسست المديرية العامة للسجون مركزًا متخصصًا، يُخصَّص لتدريب وتطوير النساء العاملات في المجالات العسكرية والأمنية، يتضمن هذا المركز سبعة برامج تدريبية تتنوع بين الدفاع عن النفس، والتعامل مع الحالات الاستثنائية، والتفتيش، والحراسة الشخصية، والمهام العسكرية، والمراقبة العسكرية، وحراسة الأماكن الداخلية والخارجية. أمن عام وشاركت المرأة في عدد من المهام الأمنية، التي يقوم على تنفيذها الأمن العام، وفي مقدمتها خدمة ضيوف الرحمن، حيث تم تعيين مجندات في القوات الخاصة لأمن الحرمين الشريفين، والأعمال الشرطية، كما تم تكليفها بالعمل في الإدارة العامة للأدلة الجنائية وفروعها، في تحقيق الشخصية -مضاهاة البصمة-، وفحص السوابق والتصوير الجنائي، وإجراء الفحوص الطبية الحيوية في مجال البصمة الوراثية -DNA-، والمختبرات الجنائية، وفحص جميع العينات التي ترفع من مسرح الجريمة، وكذلك فحص ومضاهاة الخطوط في مجال التزييف والتزوير، لكشف ملابسات مختلف القضايا، إضافةً إلى الأعمال الإدارية والمالية والموارد البشرية والمراجعة الداخلية، وتقنية المعلومات، والأنظمة. تأهيل وتطوير وعملت المرأة على إعداد الخطط التنفيذية لزيادة مشاركتها في أعمال الدفاع المدني والأعمال المساندة، حسب الاحتياج، كذلك تقوم بالكشف الوقائي والتفتيش وتفقد أوضاع السلامة والأوضاع الوقائية العامة في المنشآت، وكذلك تأهيل وتطوير العنصر البشري في القطاع بإعداد مسار تدريبي لمنتسبات القطاع -عسكريين، مدنيين-، وتشرف المرأة على عدد من المهام في المدارس والجامعات، بالتثقيف والتوعية وتقديم الإرشادات المتعلقة بالسلامة، إلى جانب الإشراف على الأعمال التطوعية للمتطوعات خلال موسم الحج والعمرة، وتشكيل اللجان النسائية لتوظيف العنصر العسكري النسائي، والمشاركة في تطوير الأنظمة والتطبيقات التقنية، ودراسة اللوائح والأنظمة. حرس الحدود وأسهمت المرأة بشكل كبير بالمشاركة في العديد من اللجان، والمشاركة في الفعاليات التوعوية بالأنشطة المختلفة للسلامة الشاطئية والبحرية والطبية، كما عملت المرأة في قطاعات حرس الحدود في المراكز الحدودية، كمفتشات، ويوجد عدد منهن على اللائحة الصحية -طبيبة وأخصائيات-، وكذلك في الأعمال الإدارية مثل القانونية، تقنية المعلومات، المالية، الإدارية، العلاقات العامة. جودة التطوير وأعدّت ونفّذت المرأة في عملها بكلية الملك فهد الأمنية البرامج التدريبية والتطويرية لمنتسبات القطاعات الأمنية أثناء التأهيل وعلى رأس العمل وتطوير المعايير اللازمة لضمان جودة التأهيل والتدريب، والمحافظة على الأمن والانضباط داخل مرافق الكلية، مع تقديم الخدمة الطبية للمنتسبين وعائلاتهم، والقيام بالأعمال الإدارية المختلفة ذات العلاقة، والمشاركة في لجان قبول مجندات قطاعات وزارة الداخلية، التي ينظمها معهد التدريب النسائي الأمني في الكلية، والمشاركة في إعداد البرامج التوعوية والتثقيفية في الكلية. مساندة وتأهيل وساندت المرأة في عملها بإدارة مكافحة المخدرات الفرق الميدانية في عمليات القبض والتفتيش ونقل السجينات إلى الجهات المختصة، وكذلك الجهة المختصة في أعمال الشؤون الوقائية بإلقاء محاضرات وندوات، والمشاركة في المعارض الوقائية، وتدريب وتأهيل العناصر النسائية في معهد مكافحة المخدرات في الإدارة العامة للتدريب. متابعة البلاغات ويناط بالمرأة في المركز الوطني للعمليات الأمنية العديد من المهام، مثل الأعمال الإدارية والتقنية وأعمال الجودة والتطوير، وتلقي البلاغات الأمنية الطارئة والاستفسارات على رقم الخدمة (911)، ومتابعة الملاحظات الواردة لغرف العمليات من الميدان وترحيلها للجهات المختصة، إضافةً إلى دورها في تحليل المعلومات وبناء المؤشرات وتحسين الأعمال ومشاركتها في حفظ النظام والأمن والسلامة داخل المنشأة. عهد التمكين وتعيش المرأة السعودية مرحلة تمكين غير مسبوقة في ظل المكاسب التاريخية التي حصلت عليها منذ تولي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- مقاليد الحكم عام 2015م، وساهمت هذه المرحلة من التطور في تأكيد أن العهد الملكي الزاهر كان سبباً رئيساً فيما حظيت به مسيرة المرأة السعودية من تطور ونماء عاد بالخير على كل جنبات المجتمع بأفراده ومؤسساته ومكوناته، وأن تاريخ العمل النسائي بالقطاع العسكري سيواصل تقدمه مادامت المرأة تواصل اكتشاف قدراتها وتصقل خبراتها ومهاراتها. همة قوية يتميز بها العنصر النسائي تدريب وتأهيل نجاح في الأعمال المكتبية الانخراط بالمجال العسكري لإثبات القدرات