مرة أخرى، يظن اتحاد الكرة ومعه رابطة دوري المحترفين أنهم تعنتهم وإصرارهم على ما يعتقدون أنه تطبيق للنظام سيجعل من هذا العمل محل احترام وتقدير، إذ من الواضح أن الجهتين لا تفرقان جيداً بين العدل والمواساة، ويصرون على معاملة الهلال وكأنه لا يستعد لاستحقاق آسيوي ظل هو الفريق السعودي الوحيد فيه. غير مفهومة حالة العناد والمكابرة ومسرحية فرد العضلات الهزلية التي يتوهم اتحاد الكرة ومعه الرابطة من خلالها أنهما يطبقان الأنظمة وأنهما يسيران وفق اللوائح، في وقت يتحد الأشقاء الإماراتيون ويحشدون كل قدراتهم وطاقاتهم للوقوف مع ممثلهم فريق العين أملاً بأن يطيح بكبير القارة الآسيوية ويلحقونه بجاره النصر. ثمة تساؤلات جديرة بأن تُوضع على طاولتي الاتحاد والرابطة، فالاتحاد بصفته مسؤولاً عن بطولة السوبر وبصفته مرجعاً للهلال المشارك في دوري المحترفين السعودي الذي يقع تحت مظلة الرابطة يقف عاجزاً وربما ممتنعاً عن التواصل والتنسيق مع الرابطة ودعم موقف ممثل الوطن أمام عدم تعاون الرابطة وعدم سعيها لخلق ظروف لفريق يمثل الدوري وسيكون خير سفير لهذا الدوري في البطولة القارية وسيشكل فوزه باللقب جرعة تسويقية جديدة للدوري السعودي، ثم هل تظن الجهتان أنه لا يوجد حلول تدعم موقف "الأزرق" ولا تخل بعدالة المنافسات المحلية؟ عشر مباريات خلال شهر واحد بمتوسط مباراة كل ثلاثة أيام أمر لا يمكن قبوله أو تصديقه، وإن أصر اتحاد الكرة والرابطة على موقفهما وتركا الفريق السعودي وحيداً يصارع أمواج الاستحقاقات المتعددة فلا يحق لهم أن ينبسا ببنت شفة حول تقديم الدعم لممثل الوطن، ولن يحق لهما حينها الاحتفال بمنجز "الأزرق" إن تمكن من تحقيق البطولة الآسيوية. بهذه الجدولة العجيبة ربما يفرط الهلال ببطولة أو بطولتين أو حتى جميع البطولات، ولربما يكون ذلك مستساغاً لمن يظنون أنه من غير العدل أن ينافس الفريق على كل البطولات فضلاً عن أي يحققها جميعا. ما أقوله عن الهلال سيوجب علي وعلى كل من ينتظر منجزات كروية سعودية قوله إن وُضع الاتحاد أو النصر في هذا الموقف الذي سيدفع ممثل الوطن مرة أخرى للسفر والتنقل بين بطولة وأخرى وحيداً دون أدنى دعم، وهو الذي واجه ظروفاً مشابهة خلقها اتحاد الكرة قبل عامين بالضبط ليصل بعدها "وصيف العالم" لنهائي كأس العالم كأعظم إنجاز سعودي على مستوى الأندية.
