الكل يهتٌف ثلج.. ثلج .. ثلج ما إن يتناهى إلى السمع تباشير التساقطات الثلجية حتى يستدعى الفرح والحبور ويتوافد عشاق الأبيض يستقبلونه بترحيب مفرط. حيث يرتسم الجمال من انعكاس بياض وصفاء الثلج المتراكم هنا وهناك في مشهد استثنائي حالم مثير لموجة من النشاط والحيوية التي تصيب كآبة ورتابة الشتاء في مقتل. هنا، ومن قمة جبال تروجينا، سترى مشاهد أخاذة موغلة في الصخب ومتناهية في الفرح، ورغم شدة البرد وقوة التساقطات الثلجية ستجد أن "الثلج " هو وحده من يثلج صدور هذه الأعداد الهائلة من عشاق البياض. سيدهشك أكثر كيف يستحوذ عليهم المكان! وكيف لهم في وسط هذه الأجواء الباردة جداً أن يتقنوا الضحك ويمارسوا المرح برشق متلاحق لكرات الثلج أو محاولة التزلج بزلاجات الرمال أو حتى افتراشه أرضا في لحظات من تساقطه وكيف يلقي ببياضه وبدهشته تلك على أسنمة الإبل و"السيارات". وستراهم يلتقطون الكثير والكثير من الصور يوثقون تلك اللحظات الخاصة، وستعلم حينها كم أنت محظوظ كونك أنت من التقط هذه الصورة لصديقك المتربع بجلسته على بساط الثلج، كما ستغمرك السعادة وهو يخبرك أنها صورة عن ألف صورة يا صديق. الكثير من محبي الشتاء سيخيمون ويبيتون ليلهم في المكان ويمضون ليلهم في إعداد القهوة التي لا تعد ولا تحلو إلا بماء الثلج، كما تأبى (رقصة الدحة) إلا أن تكون حاضرة "هلا هلا به ياولد لا يا حليفي يا ولد". نعم هنا يزهو "ويطرب" الثلج بمثل هذا الترحيب والاحتفاء، ويؤكد لعشاقه أنه لا يملك إلا أن يذوب لحرارة ما وجد من حفاوة وضيافة زادت من جماله وصفائه لكنه يرحل، يرحل ويعد زائريه في المرة القادمة بفرح وبهجة مشبعتين بالمحبة والسرور كالمعتاد وربما أكثر.