الفنان زيد إبراهيم فنان كلاسيكي هادئ، شق طريقة لعالم الفن بروح الأغنية الخليجية والعربية من ألحانه وانتقائه للمفردات والأعمال الجميلة، حرص من خلال أعماله أن تكون له بصمة خاصة بعيداً عن المحاكاة والتقليد، رغم الصعوبات التي واجهها في بداية فنّه إلا أنه أصرّ بكل ثقة أن يكون له لونه وطابعه الخاص. «الرياض» التقت مع الفنان وكان معه هذا الحوار: * متى كانت بدايتك الفنية؟ وكيف اكتشفت موهبتك؟ * البداية لم تكن بمحض الصدفة حيث بدأت عام 2018، رغم أنني لم أكن أرغب بالبداية إلا لحين استعدادي الكامل لدخول الفن، ولكن صادف أن التقيت الشاعر سلطان العاصي، وكان لدية قصيدة جميلة «جنودك يا وطن» بمناسبة اليوم الوطني، ووجدت في هذه القصيدة أن تكون انطلاقتي للفن وطرحها في هذه المناسبة الغالية على قلوبنا، فكانت أول أعمالي الغنائية التي ما زالت أعتز بها، وبعد تجهيز الأغنية والإنتهاء منها تفاجأت بإحدى الجهات الحكومية تطالبني بغناء «جنودك يا وطن» في احتفالية خاصة بهم لليوم الوطني»88» بحضور جمهور كبير. اكتشاف الموهبة منذ الصغر وأقولها لك بصراحة أنا لست من عائلة فنية ولكن في عمر 11 عاماً كنت مهتم جداً ومعجباً بأغاني الفنان الكبير عبادي الجوهر، وبعد ذلك امتلكت آلة العود وعمري 16 سنة وتعلمت العود من تلقاء نفسي حتى تمكنت منه في فترة وجيزة. ثم دخلت في تفاصيل الفن وتعلمت كيف ألحن وأغني لنفسي حتى وصلت لما أنا عليه الآن. * ما الصعوبات التي واجهتك في مسيرتك الفنية؟ * الصعوبات قد تختلف من شخص لآخر، لكن بالنسبة كيف أحصل على كلمات، على ملحن، على موزع موسيقي، ولم يكن لدي الإلمام والخبرة الكافية فكنت أواجه صعوبات وفكرت حينها لو دخلت الفن حينها ولم يكن لي تلك المقومات فطبيعي جداً سوف أفشل، وهذه من الأشياء التي جعلتني أتأخر في خوض التجربة الفنية. لكني تحديت هذه الصعوبات وتعلمت المقامات وبدأت عملية التلحين وحاولت بكل الطرق تجاوز الصعوبات التي واجهتني. * هناك ألوان غنائية كثيرة، ما الذي تتبعه في أغانيك؟ وماذا يفضل الجمهور بالنسبة لك؟ * الألوان بالفعل كثيرة والجمهور متذوق لها بشكل كبير، وما تقدر كفنان أن تحصر نفسك بلون واحد فقط، فقد لا يسمعك إلا شريحة واحدة فقط، لكن لو نغني لجيل الشباب فاللون الكلاسيكي غالباً ما يستهوي هذه الطبقة وهو ما أجد نفسي فيه كفنان، وكذلك الأغاني الفرحة، ويلمسني من المقامات الكورد والبيات حيث لاحظت كثيراً من الجمهور يحب هذا اللون، وتنوعت في جميع الألوان بشكل عام. * الأغنية التي غنيتها وقريبة منك وترددها دائماً؟ * من أبرز الأغاني وهي ليست على سبيل الحصر ولكن القريبة مني هي «إن كان ودّك»، «كل شي تغير»، «حنا جنودك يا وطن»، ولكن القريبة مني جداً «إن كان ودّك»، رغم أن الشعراء للأغاني الأخرى سيزعلون مني ولكن هذه الأغنية بحكم أنها آخر أغنية لي وأدندنها مع نفسي كثيراً. * ما المشكلات التي يتعرض لها الفنان الصاعد، في ظل انتشار الكثير من الفنانين؟ وهل شركات الإنتاج تدعم الفنان الصاعد؟ * المشكلات التي تواجه الفنان الصاعد بصراحة هي عدم وجود الدعم، لأن لا يوجد شاعر ولا ملحن سيجازف بعمله لفنان صاعد ربما لا ينجح وتصبح تلك الأعمال محروقة بالنسبة له، وبالتالي لا توجد شركة إنتاج ستدعمك حتى يكون لك عمل بارز في الساحة، وبذلك الفنان الصاعد يواجه مشكلات كثيرة تقف عائقاً له في مسيرته الفنية. *ما الأعمال الجديدة التي قدمتها في الوقت الحاضر؟ * آخر عمل قدمته أغنية «إن كان ودّك»، من كلمات الشاعر صالح العبدالله، ألحان زيد إبراهيم، وتوزيع موسيقي «استديو ريان». *هل تعتقد أن اليوتيوب أو السوشل ميديا بشكل عام تساعد في انتشار أوسع للفنان؟ وما السلبيات والإيجابيات في ذلك؟ * هي نافذة الفنان للجمهور يستطيع الفنان من خلالها الاستفادة من آراء وتعليقات الجمهور، وكذلك للانتقادات الإيجابية البعيدة عن التهكم والاستفزاز، وللأسف هناك انتقادات مسيئة ربما تصدر من شخص لا يمت أصلاً للفن يعني لا يفهم مثلاً في المقامات أو التلحين وينتقد بأسلوب ساخر وأنا حقيقة لا أنظر لتلك الانتقادات إلا من شخص مارس الفن أو عمل في أي مجال له سواء غناء أو تلحيناً أو غير ذلك من الجوانب الفنية والصوتية، ولكن باختصار السوشل ميديا هي حلقة وصل مهمة بين الفنان وجمهوره، فأنا دائماً أصور نفسي أنني فى بداية دخول البحر وقد تواجهني أمواج من البحر ولكن أتخطاها للأمام دائماً. * كيف ترى الدعم من خلال المهرجانات التي تقدمها هيئة الترفية ووزارة الثقافة حالياً؟ * بصراحة لي الشرف في المشاركة بتلك المهرجانات، وأتمنى في القريب أن أكون أحد المشاركين في تلك الفعاليات، وهيئة الترفية للأمانة داعم كبير للفنانين بشكل عام وعلى جميع المستويات، فمعالي المستشار تركي آل الشيخ داعم كبير للفن والفنانين الصاعدين وغيرهم، وأرجو من معالي المستشار دعوة خاصة في القريب بإذن الله. الانفتاح الفني للمملكة على العالم يقدم لهم خبراتنا وفننا وموروثنا الثقافي والفني وهذا من الأشياء التي قدمتها وزارة الثقافة وهيئة الترفية. * كلمة أخيرة.. * بالنسبة لي أرغب أن أتعمق أكثر في الفن والأغنية بشكل خاص، وكذلك التوزيع الموسيقي حتى لا أتوقف واستمر في هذا المجال بشكل قوي ومتميز، ولما أقدم شيء جميل أرغب في وصوله إلى أكبر شريحة من الجمهور. وأتقدم بالشكر لكل من وقفوا معي من شعراء وملحنين وجمهور، وأخص بالشكر الشاعر جارف، والشكر موصول لصحيفة "الرياض" على هذا الحوار.