أكد الأستاذ الدكتور حمد بن ناصر الدخيّل (أستاذ الأدب والنقد بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية سابقاً)، أن الشعر الجاهلي تعرض للظلم بوصفه شعرا منحولا (مقلد أو مزور)، وانتقد من يقول بذلك سواء من الأدباء والباحثين القدامى، أو المحدثين، مشيراً إلى أن مناقشة هذا الموضوع مهم، كونه يستحق أن تُفرد له الندوات والمحاضرات والكثير من الفعاليات لسبر أغواره، ودراسة ما فيه. جاء ذلك في محاضرة بعنوان "تدوين الشعر العربي القديم وآثاره"، والتي أقيمت في إطار الاحتفال بعام الشعر العربي، وأدارها باقتدار د. خالد بن عبدالعزيز العثمان، في مقر سبتية الجريفة الثقافية بمحافظة شقراء، وحضرها حشد كبير من متذوقي الشعر والمهتمين والباحثين، منهم: د.محمد الربيع، وأ. حمود المزيني، وأ. أحمد العبدالكريم المعمر، وأ. علي الغامدي. وفي تقديمه للدكتور الدخيل قال د. خالد العثمان إنه قامة أدبية ونقدية، وإنه خير من يتكلم عن تدوين الشعر العربي، كونه متخصصا في هذا العلم تخصصاً تدقيقاً، وتطرق إلى سيرة الدكتور حمد مشيراً إلى أنه كاتب وباحث سعودي متخصص بالأدب العربي، ولد في بلدة المجمعة عام 1364ه (1945)، وقام بتحقيق عدد من كتب التراث العربي، وله أكثر من 30 مؤلفاً ويحمل على عاتقه أكثر من نصف قرن في تدريس اللغة العربية والأدب والنقد في التعليم العام، وفي الجامعة، وأسهم بعطائه في الندوات والمؤتمرات داخل السعودية وخارجها، كما رفد المكتبة العربية بعدد كبير من المؤلفات التي تنوعت وشملت الأعمال الأكاديمية، والمقالات، وتحقيق التراث. وفي مداخلته تعليقاً على الحديث بالمحاضرة تطرق رئيس نادي الرياض الأدبي سابقاً الناقد د. محمد الربيع إلى الحديث عن حميدان الشويعر، وهو أحد أشهر أعلام الشعر النبطي في منطقة نجد بالجزيرة العربية، والمولود ببلدة القصب في إقليم الوشم، وعاش في القرن الثاني عشر الهجري، كما أشار إلى الشاعر راشد الخلاوي، وهو من شعراء البادية، ويمتاز شعره بالخلو من التكلف، ويمتلئ بالفلسفة والحكمة، وذلك في معرض حديثه عن مشكلة تدوين الشعر القديم. وتمثل سبتية الجريفة الثقافية لمؤسسها الأديب إبراهيم محمد آل تويم حراكًا ثقافيًا جعل الأنظار تتجه نحو مركز وبلدة الجريفة التاريخية، نظراً لتنوّع وتميز نشاطاتها وفعالياتها، التي تعمل على ترسيخ الوعي العام وإرساء تقاليد الحوار والتسامح والقبول بالآخر.